لا مرور بين الأردن وفلسطين نحو القدس…كمال زكارنة

تحاول الادارة الامريكية وحكومة الاحتلال الصهيوني، الايحاء بأن هناك نوعا من التنافس والتجاذب بين بعض الدول العربية والاسلامية، للحصول على صلاحيات معينة او موطئ قدم في مدينة القدس المحتلة، وبالتحديد في المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة.
المحاولة ليست بريئة ولا عشوائية، وهي مقصودة ومدروسة جيدا وتختفي وراءها عدة اهداف في غاية الخطورة، من ابرزها، الايقاع بين دول معينة من خلال محاولة زرع الخلافات والفتنة بينها، وتوتير العلاقات السياسية بين دول عربية واسلامية بعينها، والهدف الاهم والاخطر هو اظهار ان مدينة القدس والمقدسات سببا لتلك الخلافات والتوترات، وانه لا توجد دولة واحدة او جهة محددة تستطيع ان تقوم بمهام المسؤولية الكاملة الدينية والسياسية عن المدينة المقدسة، وان بامكانها الحصول على موافقات وتوافق عربي اسلامي يؤهلها لتسلم صلاحيات تلك المسؤولية، لذا فان بقاء القدس والمقدسات تحت سيطرة ومسؤولية الاحتلال هو الخيار الافضل، من اجل الحفاظ عليها وابعادها عن اجواء التوتر والخلافات، هذا هو المكر والخبث والدهاء اليهودي، الذي تحاول من خلاله حكومة الاحتلال التسلل الى الصفوف والمواقف العربية والاسلامية التي تؤكد يوميا على أن القدس العاصمة الابدية لدولة فلسطين.
الاعيب ومحاولات الاحتلال التضليلية، لن تنطلي على احد مهما بلغت درجة ذكاءها ودقة اعدادها، فالوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية ورعايتها في مدنية القدس تاريخية، ومستمرة ومتواصلة منذ العام 1924دون توقف، ومشاريع الاعمار والصيانة كذلك، والدفاع عنها وحمايتها من ممارسات وسياسات وتدخلات الاحتلال ايضا مستمرة، والتصدي للاجراءات الاحتلالية التهويدية متصلة ومتواصلة في جميع المحافل والمنظمات والهيئات والمجالس الدولية، قانونيا وسياسيا ودبلوماسيا، ولا تكاد تمر مناسبة او لقاء او اتصال ذات علاقة بالقدس او القضية الفلسطينية، الا ويؤكد جلالة الملك عبدالله الثاني، بأن الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس مستمرة ومسؤولية شخصية لجلالته، اي انها يجب ان تكون خارج حسابات واعتبارات الاخرين، واذا نسيت حكومة الاحتلال، تذكّرها بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجلالة الملك عبدالله الثاني وقعا اتفاقية رسمية للتأكيد اردنيا وفلسطينيا على الوصاية الهاشمية واستمرارها على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، ولا بد من تذكير الاحتلال ايضا، بأن جميع الدول العربية والاسلامية اول ما يعنيها ويهمها هو زوال الاحتلال وظلامه من القدس وفلسطين، وان الامتين العربية والاسلامية تدركان جيدا حجم التضحيات التي قدمها وما يزال يقدمها الشعب الفلسطيني دفاعا عن القدس المحتلة، وان هناك اصرار عربي واسلامي على اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
الاوراق التي يلعبها الاحتلال ويستخدمها لزرع الفتن والخلافات بهدف تمرير مخططاته التهويدية في مدينة القدس، مكشوفة ومعروفة للجميع، مصيرها الفشل المحتوم.

مقالات ذات صلة