البطريرك الراعي: اللبنانيون في أزمة انتماء.. ويدعو للتصالح

حرير  _ علّق البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، على المظاهرات اللبنانية المستمرة لليوم السادس على التوالي، احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، وسط أزمة في قيمة العملة الوطنية أمام الدولار.

وقال الراعي في عظة الأحد؛ إن اللبنانيين ليس في أزمة نظام، بل أزمة انتماء إلى جوهر الفكرة اللبنانية”، مضيفا أنه “خير أن ينفجر الشعب ويبقى الوطن، من أن ينفجر الوطن ولا يبقى الشعب”، بحسب تعبيره.

وتابع: “لكننا باقون والشعب أقوى من المعتدين على الوطن مهما عظمت وسائلهم”، مشيرا إلى أنه “لو وقعت الأزمات بسبب تطبيق الدستور، لقلنا إنها أزمة نظام، لكنها وقعت بسبب عصيان النظام، وصولا إلى امتلاك الدولة والعبث بالوطن والمواطنين”.

ورأى الراعي أن “ما يجري على صعيد تشكيل الحكومة، يعد أكبر دليل على ذلك، ولا علاقة له بالمواد الدستورية، خصوصا المادتين 53 و64 المتعلقتين بطريقة التكليف والتشكيل والتوقيع، بل العلاقة بهوية لبنان الواحد والموحد والحيادي والديمقراطي (..)”.

وأردف قائلا: “بل بالثقة المتبادلة التي هي روح الميثاق الوطني والتعاون في الحكم والإدارة”، متسائلا: “لمَ هذا التأخير المتعمد في تأليف الحكومة؟”.

وتابع الراعي: “لقد كنا في مرحلة شروط وشروط مضادة، فصرنا في مرحلة تحديات وتحديات قاتلة، تودي بالبلاد والشعب والكيان”، مطالبا المسؤولين بالتصالح، قائلا: “تصالحوا مع السياسة والشعب الذي بددتم ماله وآماله ورميتموه في حالة الفقر والجوع والبطالة”.

واستكمل بقوله: “هي حالة لا دين لها ولا طائفة ولا حزب ولا منطقة، ولم يعد له سوى الشارع فنزل يطالب بحقوقه، التي تستحق أن يدافع عنها وأن توضع في رأس معايير تأليف الحكومة (..). كيف لا يثور هذا الشعب وقد أخذ سعر صرف الدولار الواحد يتجاوز الـ10000 ليرة لبنانية بين ليلة وضحاها؟”.

وتابع: “كيف لا يثور هذا الشعب وقد هبط الحد الأدنى للأجور إلى 70 دولارا؟ كيف لا يثور هذا الشعب وقد فرغ جيبه من المال، ولا يستطيع شراء خبزه والمواد الغذائية والدواء، وتأمين التعليم والطبابة؟ كنا نتطلع إلى أن يصبح اللبنانيون متساوين في البحبوحة، فإذا بالسلطة الفاشلة تساوي بينهم في الفقر. كيف تعيش مؤسسات تتعثر وتقفل، وكيف يعيش موظفون يسرحون، ورواتب تدفع محسومة أو لا تدفع؟ وبعد، هناك من يتساءل لماذا ينفجر الشعب؟ من وراءه؟! فخير أن ينفجر الشعب ويبقى الوطن من أن ينفجر الوطن ولا يبقى الشعب! لكننا باقون، والشعب أقوى من المعتدين على الوطن، مهما عظمت وسائلهم!”. وكالات.

مقالات ذات صلة