ولي العهد.. تحدث بلسان الشعب وقال كلمته

 

امان السائح

عبر سمو ولي العهد في لقاء غير مسبوق يظهر بتفاصيله لأول مرة على الشاشات عن نبض الشارع الاردني بامتياز، ويقول إن أصل كل الاشياء «فتبينوا»، وبلا أي مبالغة، وكان صادقا قريبا من الناس كعادة الهاشميين، يقرأون تفاصيل المشهد، ويكونون دوما بقلب الحدث، لا بل وبقلب كل أردني..

سمو ولي العهد الشاب جميل الوجه والطلة والابتسامة والحضور والفكر، قالها وبكل عفوية ورجولة وفروسية، «مواقع التواصل الاجتماعي مهمة وقال إن أصل الاشياء هي «فتبينوا» وتحدث مازحا وبروح لا تخلو من وجوده كابن لعائلة اردنية او أخ او صديق، بانه يفتح هاتفه كل صباح ليقرأ عن خبر خطوبته أو زواجه.. وأصل الحكاية أن هذا غير صحيح وغير واقعي.

اشارة سمو ولي العهد تتحدث عن أصل الامور التي تؤخذ جزافا في المجتمع ويكون الانسان فيها هو اللقمة السائغة في كل الاحاديث أو القضايا، وتكون حياته الشخصية هي حديث الشارع، والأسوأ، انه لا شيء مباشر، ولا شيء الا عبر الشاشات ومن خلف الاجهزة التي تخفي من ورائها شخصية الداعي الوهمية، وتفتح بوابات اتهامات، واقحام في صلب الحياة الشخصية لأي فرد، في حياته، وتطاله أيضا بعد أن يفارق الحياة..

أصبحت «مواقع التواصل الاجتماعي» مواقع للتناحر والتباعد الاجتماعي، لكثرة ما تحتوي من اساءات وتجريح، وادانات واتهامات لنفوس ضعيفة، مريضة، وخالية الضمير، أن تلعن هذا او ذاك، وتضع نصب عينيها، انها ستضع أي انسان تحت مقصلة الاعدام، لتستباح الشخصيات، والمجتمع، ويستباح الوطن بأسره..

كيف لكم هذا، وكيف تسمحون لضمائر بلا عنوان، وبلا روح أن توجه سيلا من الاساءات دون حسيب أو رقيب اخلاقي، ودون أن تخضع أي معلومات للمعرفة والتحقق، وكيف يسمح أي كان لنفسه، أن يكون وصيا على أحد، وهو لا يملك من الخلق أو الدين، أو الضمير شيئا، ويختبئ خلف الشاشة، ليعتقد واهما أنه وصي، ومقيم للناس..

أصبحت تلك المواقع لعنة في العديد من الاحيان، ولا تستخدم للغاية التي أنشئت من أجلها، وأصبحت مساحة لأصحاب النفوس الضعيفة، الذين لا يجرؤون على قول كلمة أمام أي انسان بشكل وجاهي، بل يلتحفون بالشجاعة الزائفة والشخصية القوية الباردة، خلف اجهزة متهالكة، ليتهموا فلانا أو فلانة، وليستبيحوا المعلومات، دون تحقق، وكما قال سمو ولي العهد، «فتبينوا»، وذلك أضعف الايمان..

مطلوب مزيد من الرقابة والعقوبات القاسية لكل من كان سببا في نشر شائعة، او اساءة لفظية لأي كان، وتجريح الشخصيات العادية او المعروفة، دون وجه حق..

قصة مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت تقلق وربما تهز كيان مجتمع بأكمله، حيث يتداعى الكل لزج الامراض النفسية والمجتمعية، عند تلقف أي معلومة ضعيفة بحق أي مواطن، ولا تلبث ان تستدير يمينا أو شمالا حتى ينفجر سيل من الكلمات والتعليقات دون رقيب أو حسيب أو سلطة داخلية تدفعك للتقييم والتحقق أو حتى مخافة تجريح، أو كلمة قد تهدم اسرة بغير وجه حق..

ارحمونا يا أصحاب التلصص خلف الشاشات، ارحموا عقولنا، ارحموا أنفسكم من الوقوع في شرك دمار المجتمع، دون أن تمتلكوا ولو حتى جزءا من الحقيقة، التي أصبحت هي المفتاح الغائب عن عقولكم.

ليس أدل على جهلكم وقوتكم الكاذبة، وجرأتكم المزيفة، انكم تصلون الى كل رجالات الدولة دون خوف أو خلق أو منطق، أفلا تقفون وتحاسبون أنفسكم، قبل أن تطعنوا وتغدروا وتكذبوا، أفلا تتبينون، أفلا تؤمنون أن الأصل بالأشياء كلها كما قال سمو ولي العهد «فتبينوا»..

مقالات ذات صلة