هل يتأثر إقتصاد الأردن إذا ما تخلفت الولايات المتحدة عن سداد دينها؟

حرير- يترقب العالم الإجتماع الهام الذي من المُقرر أن يُعقد اليوم الثلاثاء، بين الجمهوريين والديمقراطيين في البيت الأبيض، لتبديد خطر تخلّف الولايات المتحدة عن سداد دينها، وحماية اقتصاد العالم من الدخول في أزمة أعمق مع ارتفاع معدلات التضخم والفائدة.

وتتوجس الكثير من الدول من تخلّف الولايات المتحدة عن السداد والذي سوف يزيد من المصاعب المالية التي تمر بها اقتصاديات الدول، وتنذر بركود عميق وطويل.

رئيس جمعية البنوك الأردنية السابق عدلي قندح قال إنه إذا ما تخلّفت الولايات المتحدة الأمريكية عن سداد دينها، فان التأثير والتبعات ستكون على كل العالم، بما فيها دول المنطقة ومن بينها الأردن.

وأضاف قندح أن الدين الأمريكي هو عبارة عن سندات واستثمارات لكبريات الشركات والمؤسسات في العالم، بالتالي فان التخلّف عن السداد يعني تعطّل الكثير من المشاريع الاقتصادية العالمية، مثل برامج الإقراض والمنح والمساعدات للمشاريع التنموية والتقنية وغيرها، إلى جانب خلل في أسعار صرف الدولار المرتبط مع كثير من العملات.

وأشار أن إثارة ملف سقف الدين الأمريكي ليس جديداً، ويأتي في إطار التنافس السياسي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وأكد قندح أن التوقعات تشير إلى أنه سوف يصار إلى اتفاق بين الحزبين، وسيتم رفع سقف الدين لحل الإشكال كما يحدث في كل مرة.

ونوه أنه من المستحيل أن يتم الإعلان عن عدم قدرة الولايات المتحدة على سداد ديونها، موضحاً أن الدين الأمريكي هو استثمار يخص كل العالم.

من جهته قال الخبير المالي حسام عايش، إن ملف الدين الأمريكي وأن كان يخص الخزينة الأمريكية إلا أن عدم السداد، وفقاً لرزنامة اقتصادية، سوف ينعكس على مختلف المجالات الاقتصادية في العالم، وأهمها أسعار صرف عملة الدولار التي تشكل قرابة 65% من مجموع احتياطيات الدول من العملات الأجنبية.

وأشار أنه قد بلغ سقف الاقتراض في الولايات المتحدة الأمريكية 31.4 تريليون دولار، وهي مبالغ كبيرة ارتفعت بعد أن اتخذت الخزانة الامريكية تدابير استثنائية لتمويل أنشطة الولايات المتحدة، منوها إلى أن التخلّف عن سداد هذه الأموال سوف يدخل الاقتصاد العالمي بدوامة كبيرة وأهمها الركود والتحويل الكبير إلى الذهب لغايات التحوط.

وبيّن عايش أنه بالنسبة للأردن فان التأثير سيكون على وجهين، أوله قد ينعكس على القدرة بالحصول على قروض ومنح وتمويلات جديدة أو متفق عليها مسبقاً لترفد الخزينة لاستكمال مشاريع رأسمالية، والوجه الثاني، رفع الفوائد ( خدمة الدين) على القروض التي سبق ان تلقاها الأردن، وهو ما سيثقل كاهل الخزينة.

وأضاف أن العديد من الدول العربية “خاصة الخليجية” سوف تتأثر إذا ما تخلّفت الولايات المتحدة عن سداد ديونها، لأن أغلب دول الخليج – والسعودية على الأخص- تمتلك سندات دولارية في أمريكا تُقدر بالمليارات، وهو ما يعني خسائر كبيرة بقيم هذه السندات.

وأشارت تقارير اقتصادية إلى أن الولايات المتحدة على شفير كارثة كبيرة إذا يرفع سقف الدين، حيث حذّرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين من أن تتخلّف الولايات المتحدة عن سداد ديونها سيكون اعتباراً من الأول من حزيران القادم ما لم يرفع الكونغرس سقف الدين العام.

ويسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال الاجتماع مع أعضاء مجلس النواب من الحزبين للوصول إلى اتفاق لتلافي خطر دخول اقتصاد الولايات المتحدة في ركود كبير وانتقاله لدول العالم.

مقالات ذات صلة