أطباء إقامة: امتحان الجلستين لم يحترم أسس التنافس

حرير _ سادت حالة من السخط في أوساط الأطباء أول من أمس الجمعة، بعد أن نظمت وزارة الصحة عبر مديرية التعليم وتطوير الموارد البشرية، الامتحان التنافسي لـ 1263 طبيبا عاما للالتحاق في برامج الإقامة للاختصاصات الطبية في مستشفيات الوزارة.
وعبر أطباء مقيمون، خضعوا للامتحان في الجامعة الهاشمية، عن استهجانهم لقيام الوزارة بتنظيم الامتحان وفق فترتين أولى وثانية، وبامتحانين منفصلين.
وقال طبيب خضع للامتحان التنافسي في الفترة الثانية طلب عدم الكشف عن اسمه خشية ردود فعل من مديره في المستشفى، إن “من الظلم الخضوع لهذا الامتحان خاصة وأن امتحان الفترة الأولى كان سهلا بشهادة العديد من الأطباء الذين خضعوا له”.
ولفت الطبيب إلى أن الامتحان الذي تقدم له والمكون من 100 سؤال، “تشوبه العديد من الملاحظات، حيث كان سؤالان منه مكررين من امتحانات في أعوام سابقة إضافة إلى العشرات من الأسئلة التي تحتمل أكثر من إجابة”.
واستهجن قيام الوزارة وضع امتحانين بأسئلة منفصلة، خاصة وأن “أطباء خضعوا للامتحان في الفترة الأولى أبدوا ارتياحا كبيرا من نوعية الاسئلة”.
وأوضح طبيب آخر، أن الامتحان “جاء استخفافا بعقول الأطباء، خاصة وأن الكثير من الأسئلة لم تكن إجاباتها واضحة وصريحة، وإنما تحتمل أكثر من إجابة لعدم وضوحها”.
وأكد هذا الطبيب أن الامتحان الذي خضع له في الفترة الثانية، “لم يحتو إلا على سؤال أو اثنين مكررين من الأعوام السابقة، فيما غلبت على الأسئلة بشكل عام صعوبة طرحها وعدم وضوحها”، مشيرا إلى أن معلومات يتداولها أطباء، عن “تساهل بعض المراقبين مع أطباء محددين ومساعدتهم في حل الإجابات”.
وشدد على أن “هناك غبنا كبيرا وقع على الأطباء في الجلسة الثانية، خاصة وأن احتمالية نسبة وجود صعوبة بين الامتحانين تصبح واردة بشكل كبير”.
وقال طبيب ثالث، كان الأجدى بوزارة الصحة أن “تضع امتحانا واحدا لجميع الممتحنين، وتوزيعهم على أكثر من جامعة وفي نفس التوقيت”، فيما أكد آخر خضع للامتحان في الفترة الاولى، إنه “لم يكن يتوقع سهولة الامتحان الذي خضع له المئات أيضا”، مبينا أنه ولدى مقارنة امتحانه بامتحان الفترة الثانية، صُعق من الفارق الكبير في صعوبة ونوعية الأسئلة”.
وأشار إلى أن امتحان الفترة الأولى الذي خضع له، “جاء فيه أكثر من 50 سؤالا مكررة من أعوام سابقة، وكانت الأسئلة متشابهة إلى حد كبير والبعض منها مكرر بشكل حرفي”، موضحا أن “هناك أسئلة تبين أنها مترجمة ترجمة نصية (جوجل)، إضافة إلى الأخطاء الكتابية في صياغة الأسئلة”.
طبيب آخر أكد أن “أسئلة امتحانه جاءت سهلة إلى حد كبير، مقارنة بأسئلة امتحان الفترة الثانية، مبينا أن مستوى الامتحان الذي خضع له يعتبر المستوى الطبيعي للامتحان التنافسي لأطباء الإقامة على عكس مستوى الامتحان في الفترة الثانية.
وبين أن صديقا له خضع للامتحان في الفترة الثانية، خرج من الامتحان مصدوما من صعوبته وكيفية طرح الأسئلة فيه، مشيرا الى أن صديقه حاصل على الزمالة البريطانية في وقت سابق.
بدورهم، أطباء كثر، اعتبروا في منشورات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أن “العدالة كانت غائبة يوم الجمعة الماضية خلال الامتحان التنافسي”.
وقالوا، إن العدل يكون وفق نموذج موحد على الجميع وليس وفق نمودجين مختلفين، مبينين أن الذين امتحنوا في الفترة الأولى خرجوا من القاعة مرتاحين، فيما خرج الأطباء الممتحنون في الفترة الثانية “يبتهلون الى الله أن يحصلوا على علامة 60 من 100 وهي علامة النجاح”.
فيما أكد آخرون أن نظام تدريب الإقامة في وزارة الصحة “بحاجة إلى هيكلة” بعد ما اعتبروه “فضيحة في الامتحان التنافسي” بحد وصفهم، مبينين أن مستوى امتحان القبول لا يتناسب مع مستوى التدريب في المستشفيات والمراكز الصحية.
وطالب الأطباء المقيمون الممتحنون وغيرهم، وزارة الصحة بالوقوف على ما جرى في الامتحان التنافسي، مؤكدين أن هذا الامتحان “يجب أن يحترم أسس التنافس ومبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع”.
وفي معرض رده على ما تناقله هؤلاء الأطباء، قالت مدير مديرية التعليم وتطوير الموارد البشرية في وزارة الصحة، الدكتورة رهام الحمود، إن “الامتحانين وضعتهما لجنة واحدة وحرصت على أن يكونا بنفس المستوى وضمن ذات المواضيع”.
وأوضحت الحمود إن المديرية نظمت الامتحان التنافسي على جلستين وفترتين اضطراريا وذلك “التزاما بأمر الدفاع والتقليل من التجمعات قدر الإمكان”.
وشددت على أنه “كان من الصعب تحديد مكان آخر إضافة إلى الجامعة الهاشمية خاصة وأن اللجنة التي وضعت الأسئلة كان عليها التواجد في مكان الامتحان، عدا عن أن الجامعة الأردنية ليس لديها القدرة على احتواء هذا العدد من الممتحنين في نفس الوقت”.

مقالات ذات صلة