«الكاثوليكي للدراسات» يُحيي أسبوع الوئام العالمي بين الأديان واليوم الدولي للأخوّة الإنسانيّة

حرير _

نظّم المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن، الخميس الماضي، احتفاليّة عبر تقنية التواصل المرئي، بعنوان: «وئام وأخوّة»، وذلك بمناسبة مرور عشر سنوات على اطلاق أسبوع الوئام العالمي بين الأديان، واليوم الدولي الأول للأخوّة الإنسانيّة الذي يصادف في الرابع من  شباط.

وشارك في الاحتفاليّة النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران وليم الشوملي، وسفير دولة الإمارات العربيّة المتحدة لدى المملكة، أحمد علي محمد البلوشي، وسفير جمهورية مصر العربيّة لدى المملكة شريف كامل، والقائم بأعمال سفارة الكرسي الرسولي (الفاتيكان) لدى المملكة المونسنيور ماورو لالي، وسماحة قاضي القضاة الشيخ عبدالحافظ نهار الربطة، وممثل وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور بسام القواسمي، وممثل دائرة الإفتاء الأردنيّة الشيخ د. حسان أبوعرقوب، ورئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطالله حنا، وممثل عن المركز الملكي للدراسات الدينية الدكتور عامر الحافي، وعدد من الأكاديميين والإعلاميين، ومهتمين بشأن الحوار الديني.

واستذكر مدير المركز الكاثوليكي الأب رفعت بدر، في كلمته الافتتاحيّة، يوم الرابع من شباط 2021، وهو اليوم الأول للاحتفال باليوم الدولي للأخوّة الإنسانيّة الذي أقرّته الأمم المتحدة في شهر تشرين الأول الماضي، بمبادرة إماراتيّة سعوديّة مصريّة بحرينيّة مشتركة، ومرور 10 أعوام على الاحتفال بأسبوع الوئام العالمي بين الأديان، والذي أقرّته أيضًا الأمم المتحدة بمبادرة أردنيّة.

وأشار إلى أنّه في مثل هذا اليوم من العام 2019، وقّع قداسة البابا فرنسيس وفضيلة شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، في العاصمة الإماراتيّة أبوظبي، وثيقة «الأخوّة الإنسانيّة من أجل السلام العالميّ والعيش المشترك»، لتكون علامة فارقة من علامات التعاون والتعاضد والتضامن والإخاء على أسس إنسانيّة، كما على أسس الأديان التوحيدية التي تدعو إلى محبة الله الخالق ومحبة القريب، واستذكر في هذا السياق المبادرات الحواريّة الراقيّة التي صدّرها الأردن إلى العالم بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.

من جهته، شدّد المطران وليم  الشوملي، على أنّ الأخوّة تقوم على ثقافة الحوار والقبول والاحترام المتبادل، وتحقيق العيش المشترك على مبدأ أنّ الآخر هو أخ لي في الإنسانيّة والوطن، ومشاركة المسؤولية في الوطن الواحد كمواطنين متساويين في الحقوق والواجبات، وتعظيم الجوامع وممارسة المحبّة كمتطلب إنسانيّ، والدفاع عن القيم الإنسانيّة المشتركة، إضافة إلى معالجة أسباب الأزمة العالمية الحاليّة التي تتلخص في تغييب الضمير الإنساني وإقصاء الأخلاق الدينية واستدعاء النزعة الفرديّة، والتأويلات الخاطئة للدين بسبب استغلال الأديان في تحقيق أهداف سياسيّة، طالبًا من القادة الدينيين نشر رسالة التآخي في كلّ مكان وزمان، من خلال البدء في الأجيال الصاعدة في المدارس والجامعات، ضمن تعليم منهجي منظم.

وعبّر السفير الإماراتي احمد البلوشي، عن فخره الاحتضان دولة الإمارات العربيّة المتحدة حدث توقيع وثيقة «الأخوّة الإنسانيّة من أجل السلام العالميّ والعيش المشترك»، قبل عامين بحضور البابا فرنسيس والشيخ أحمد الطيب، وهي بذلك تقدّم إسهاماتها في بثّ وتعزيز قيم التسامح عالميًّا، لافتًا إلى أنّ هذه المبادرة تأتي ضمن نهج دولة الإمارات في إعلاء القيم المشتركة التي تجمع البشر أجمعين.

المونسنيورماوري لالي ،أوضح بدوره أنّ يوم الأخوّة الإنسانيّة يستجيب للدعوات الحثيثة التي يوجهها قداسة البابا فرنسيس للبشريّة جمعاء، وليقدّم هدية سلام مبنية على اللقاء مع الآخر.

وقال: إنّ اختيار الرابع من شهر شباط للاحتفال بيوم الأخوّة لم يأت من باب الصدفة، فخلال رحلة الحبر الأعظم الرسولية إلى الإمارات العربية المتحدة عام 2019، وقّع وإمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب، في هذا اليوم «وثيقة الأخوّة الإنسانيّة»، مؤكدًا بأنّها تمثّل مشروعًا غير عاديًّ لتلاقي والحوار والتعاون والمعرفة المتبادلة بين جميع البشر على اختلاف تنوّعهم.

وشدد الدكتور القواسمي، على أنّ حالة العيش المشترك في الأردن تشكّل حالة منقطعة النظير، حيث نعيش أسرة واحدة متحابة، نخدم قضايا بعضنا البعض بفضل القيادة الهاشمية الحكيمة، داعيًا إلى المضي قُدمًا في التمكين الديمقراطي والمواطنة الفاعلة التي ترتكز على ثلاثة أسس رئيسة هي حق المشاركة، وواجب المشاركة، ومسؤولية المشاركة الملتزمة بالسلمية والاحترام المتبادل. وأشار سماحة قاضي القضاة الشيخ عبدالحافظ نهار الربطة، إلى أنّ الاحتفاليّة تمثّل سيرًا لتحقيق الرؤية الملكي، التي تؤكد أنّ أحكام الإسلام قد بني ليضمن عيش الناس على تعدد أديانهم، تجمعهم قيم  ساميّة تعمل على تحقّق خير الإنسانيّة في السلم والعدل والأمن الشامل والأمن الاجتماعيّ وحُسن الجوار، كما يتميّز أبناء الوطن بالمواطنة المشتركة في كلّ حقوقها وواجباتها، ولا يمنعهم ذلك من احترام خصوصيّة المعتقد وحريّة العبادة وواجب حمايتها ومنع التعرّض لها اعتقادًا وسلوكًا وطريقة حياة، مشددًا على أنّ هذا الفكر والنهج قد وعى عليه الأردنيون ولم يجاوزوه انحرافًا في مسلكٍ أو معتقد طيلة قرون مضت.

وقدّم ممثل دائرة الإفتاء الشيخ أبوعرقوب مداخلة أشار فيها إلى أنّ الأردن يشكّل أنموذجًا يحتذى به في الوئام والحوار والتقارب والعيش المشترك، مستعرضا  خُطى المملكة، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، المدروسة والمنهجية، التي تمثّلت بإصدار رسالة عمّان، ومبادرة كلمة سواء، وأسبوع الوئام العالميّ بين الأديان، مشيرًا إلى أن الحوار والوئام لا يتطلبان التنازل عن المبادئ، داعيًا إلى البحث دومًا عن الجوامع كسبّب للحكمة الإلهيّة، وكدعوة للتكامل والتعاون لبناء الوطن الواحد ورفعته ومناعته.

وخلال الاحتفاليّة تمّ عرض فيلم وثائقي أعدّه فريق المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام حول أسبوع الوئام العالمي بين الأديان واليوم الدولي الأول للأخوّة الإنسانيّة، مستذكرًا العديد من المبادرات الحواريّة والإنسانيّة التي صدّرتها المملكة الأردنيّة الهاشميّة وكانت أنموذجًا يحتذى به في العالم أجمع ، كما سطّر الفيديو واقع النهج الأردنيّ الثابت والمستمرّ في هذا ميدان الحوار محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا.

واستمع الحضور إلى مداخلات شارك بها الأرشمندريت د. بسّام شحاتيت ممثلا عن رئيس أبرشية الروم الملكيين الكاثوليك المطران جوزيف جبارة، والشيخ حسين غازي السامرائي عضو دار الفقه العراقيّة، ود. عامر الحافي ممثلا عن المعهد الملكي للدراسات الدينية، والشيخ عبدالعزيز موسى من السعوديّة، والإعلاميّة لينا مشربش، والكاتبة رولا سماعين، والباحثة الإجتماعيّة د. ديما كرادشة، والمحاضرة في جامعة جدارا د. دانييلا القرعان، والدكتورة في العلوم الموسيقية هبة عباسي، والصحفية والباحثة في مجال الأديان تهاني روحي.

مقالات ذات صلة