نصائح الى الصحفيين المشاركين بتغطية الاحداث… خالد القضاة

ان أكثر ما يؤثر على عمل الصحفيين ومهنيتهم هو الخلط بين شخصية الصحفي وشخصية الناشط، فهناك مسارات خاصة للصحفيين ومسارات للمتظاهرين فالدمج بينهم يربكك ويربك قوات الامن، فلكل منهم مكانه الخاص، ويتوجب على الصحفي المكلف بالتغطية عدم المشاركة بالاحتجاجات سواء بالهتاف او بتوجيه المتظاهرين، والتزام الصمت والحياد.

واذا كنت “صحفي” وتشارك بالاحتجاجات بصفتك ناشط اوتحمل موقفا سياسيا وتريد ان تعبر عنه، لا تعرف عن نفسك بانك صحفي وانزع كل ما يدل على انك صحفي، فانت هنا تحولت من ناقل للاحداث الى صانع لها مؤثر فيها، وبذلك تعطي الفرصة الكاملة للزملاء الاخرين بتغطية مثالية دون منافسة معيقة منك.

اتخذ زاوية لك ترى فيها كل الاحداث، وبعيدة عن مسار المتظاهرين وتحركات قوات الامن، لتضمن عدم محاصرتك بأي حال من الاحوال وفيها منفذ للتراجع والانسحاب بكامل معداتك، وخاصة اوقات التوتر والقاء مسيل الدموع.

تعرف جيداً على قواعد الاشتباك ومددها الزمنية وطرق تحرك الاطواق الامنية حول المتظاهرين، اضافة لمعرفة توجهات المتظاهرين وخلفياتهم، وارسم في ذهنك سيناريوهات متعددة وفقا لتلك المعلومات بما يضمن سلامتك وسلامة المعلومات لديك ومعداتك.

تجنب التقاط صور تبرز ملامح واضحة لوجوه المتظاهرين وقوات الامن وخاصة في حال الاشتباكات، انت معني بالحدث وبالمشاركين فيه بصفتهم الاعتبارية وليس الشخصية، اطلب من مؤسستك الاعلامية تغطية الوجوه والاسماء حال النشر.

اخبر محرر الدسك في صحيفتك بكل تحركاتك، وزوده بالمعلومات اول باول، وغادر المكان اذا طلب منك ذلك، فقد تكون توفرت لديه معلومات اكثر منك.

حافظ على تواصل مستمر مع الزميلات والزملاء بالميدان معك، تبادل معهم المعلومات، فسلامتك وسلامتهم مرهونه بمدى تعاونكم وظهوركم كجسد واحد امام المحتجين وقوات الامن.

اطلع على النشرة الجوية واختار ملابس مريحة، وتذكر اتجاه الريح لتتجنب الغازات المسيلة للدموع.

افرغ تلفونك من كل الصور والرسائل والفيديوهات الخاصة، وتذكر ضرورة شحن تلفونك ووجود بطاريات احتياط معك، لا تخبر احد عن مكان وقوف سيارتك، فربما تكون نقطة ضعفك فتجد من يتنظرك هناك.

احتفظ بكل النسخ الاصلية لما ترسله لمؤسستك الاعلامية من صور وفيديوهات، فعمليات المونتاج وقص الصور وتركيبها ليست مسؤوليتك، بل مسؤولية المحرر، ولا تقبل بوضع اسمك على مادة صحفية ما لم تطلع عليها.

لا تقدم خدمات لاي جهة ولا تعد بنشر صور محددة ولا تعرض المادة قبل النشر على أي كان .. حافظ على استقلاليتك ، فالمهنية والحياد والتوازن اهم عوامل سلامتك ويبعدك عن الاستهداف من اي جهة.

 

مقالات ذات صلة