مبروك للراسبين… يوسف غيشان

هناك حكاية تدّعي كل بلدة أردنية أنها حصلت فيها، وبطلها أحد أبنائها المشهورين بصناعة النوادر، تقول الحكاية أن (أبو صايل) مثلا، سمع إطلاق نار مكثف عند جاره، فاتصل بالجار تلفونيا وسأله عن السبب، فقال له الجار أن ابنه وفلذة كبده نجح في التوجيهي:

-وقدّيش جاب معدل يا جار؟
-جاب 53 وسبعة أعشار؟
– وهل أصبته؟
طبعا المقصود واضح، فالولد، على هذا المعدل، يستحق إطلاق النار عليه وليس احتفالا بنجاحة غير المؤزر.
أما أنا فأقصد من وراء الموضوع، بأن الجار لم يفكر في الاحتجاج على إطلاق النار، بل يريد أن يعرف السبب ليبطل العجب، فاطلاق النار موضوع طبيعي في بلدنا، لكن الفضول، الفضول فقط، يجعلنا نحاول أن نعرف السبب.
أكتب هذه الخربشات وانا أسمع صوت إطلاق النار المكثف من الصباح الباكر، وما تزال رشقات الكلاشنكوف تسمع بين فترة وأخرى. بالمناسبة فانا متأكد بأن السيد ميخائيل كلاشنكوف مبتكر سلاح الكلاشنكوف لم يطلق طلقة واحدة احتفالا بنجاح أي من أبنائه في التوجيهي ولا في حفل زواج أي من بناته.
أعجب لشعبي الذي أنتمي إليه، يصرف مئات وربما الاف الدنانير ثمنا للباغات التي أطلقها من سلاحه غير المرخص، من اجل نجاح عادي مثل هذا، وربما يكون قد استدان ألف دينار على الأقل من اجل إطلاق النيران المكثف هذا، وسوف يسدد هذا المال على حساب طعام أبنائه لعام كامل على الأقل، وبالتأكيد سيشرع بعد أشهر في رفع عقيرته بالشكوى من ارتفاع رسوم الجامعات.

بالنسبة لي، كل من يطلق النار هو مجرم بحق نفسه وبحق الآخرين، هو مجرم وقاتل مجاني، وبالتأكيد سنسمع اليوم عن عدد من ضحايا القصف العشوائي هذا.
قد يقول القارئ:
-ولماذا لم تكتب هذا الكلام قبل اعلان النتائج لعلهم يرتدعون.
يا صديقي لن يرتدع أحد، نحن، في هذا الموضوع فقط، أقرب الى الجواميس التي لا يردها سوى السوط والسياج.
ومبروك للراسبين الذين لم يتورط آباؤهم في إطلاق النار.

مقالات ذات صلة