ما الذي يحدث في المجتمع؟…محمد سويدان

نشرت جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن”، أول من أمس، إحصائيات صادمة. هذه الإحصائيات مستندة لأرقام إدارة المعلومات الجنائية في الأردن، وهي بالتالي أرقام رسمية، ومعتمدة، ومن هنا تنبع خطورتها، والقلق الذي ينتاب المواطن والمراقب عندما يطلع عليها.
فبحسب تضامن “أنه وخلال العام 2017 ارتكبت 145 جريمة اغتصاب وبمعدل حوالي جريمة اغتصاب كل يومين (138 جريمة اغتصاب العام 2016 و122 جريمة العام 2015)، في حين ارتكبت 1001 جريمة هتك عرض العام 2017 وبمعدل حوالي ثلاث جرائم هتك عرض يومياً (982 جريمة هتك عرض العام 2016 و752 جريمة العام 2015)”.
أليس مرعبا ومقلقا هذا الرقم.. جريمة اغتصاب كل يومين؟ أليس مرعبا ومقلقا اكتشاف أن الجرائم الجنسية عندنا بارتفاع مستمر؟
يبدو، وبحسب “تضامن” وغيرها من منظمات المجتمع المدني، وكذلك المؤسسات الرسمية، أن هذه الأرقام سترتفع، وخصوصا أرقام التحرش الجنسي، لو لم يكن هناك سكوت عن الجريمة بداعي الخوف من الوصمة الاجتماعية والفضيحة وغيرها.
نعم، إن هذه الأرقام والإحصائيات مرعبة ومقلقة، وتستدعي من الجميع، وخصوصا من الجهات الرسمية المختصة، ومنظمات المجتمع المدني، دراستها، ودراسة الأسباب التي أدت إليها.
هذه الأرقام، لا يمكن السكوت عنها، فالسكوت عما يطرأ على المجتمع من ممارسات سلبية، يسهم في تشجيع هذه الممارسات، التي تصيب بناتنا وأطفالنا، وكل المجتمع، وتجعلنا جميعا نعاني.
عدم السكوت، من الجهات المختصة، يلزمها العمل من أجل أولا دراسة هذه الممارسات والسلبيات لمعرفة أسبابها ولماذا هي بارتفاع مستمر.
هذه الدراسة ستحدد أسباب هذه السلبيات، وستساعد الدولة على وضع الحلول المناسبة لمعالجتها أو حتى الحد منها.
وليس من المستبعد، أن يكون أحد الأسباب، الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة للأسر والأفراد، خلال السنوات الأخيرة.
وعدم السكوت يعني ثانيا، توعية المواطنين بضرورة التبليغ عن أي ممارسات سلبية، لمحاسبة ومعاقبة من يمارسها ويقترفها.
ويعني، ثالثا، تغليظ العقوبات وعدم التساهل مع مرتكبي هذه الجرائم.. إذ لا يجوز أن يفلت مرتكب هذا النوع من الجرائم من العقاب المشدد.
ومع ذلك، فمن الأهمية بمكان البدء بدراسات معمقة وعلمية، عما يحدث في المجتمع من تغيرات.. فمجتمعنا خير ومتكافل وينبذ التصرفات والمسلكيات الخاطئة، ويعزز الإيجابيات، ولكن خلال السنوات الأخيرة، دخلت عليه مسلكيات خاطئة وخطيرة، تستدعي من المختصين؛ جهات وأفرادا، دق ناقوس الخطر، والتعامل بجدية مع هذا الواقع.

مقالات ذات صلة