العودات بعد انتخابه رئيسا لـ”النواب”: التأسيس لمرحلة تشريعية رقابية جديدة

عقد مجلس النواب أمس، اولى جلساته غير العادية برئاسة اكبر النواب سنا، النائب نواف الخوالدة، حيث فاز النائب
عبد المنعم العودات بأكثرية الأصوات التي منحته رئاسة المجلس.
فقد حصل العودات على 84 صوتاً، امام منافسه محمد عناد الفايز، الذي حصل على 26 صوتاً، فيما تم رفض 5 ورقات تصويت.
وحضر الجلسة 115 نائباً من أصل 130 عضوا، وذلك بسبب اصابة بعضهم بفيروس كورونا المستجد، وآخرين غابوا عن الجلسة بعذر سابق.
كما فاز النائب أحمد الصفدي بمنصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب بـ86 صوتا، مقابل 29 لمنافسه النائب موسى هنطش.
أما في موقع النائب الثاني، فقد فاز النائب هيثم الزيادين بـ62 صوتا، مقابل 29 صوتا للنائب حسين الحراسيس، و12 صوتا للنائب ضرار الداوود.
وفاز بموقعي المساعدين النائبان، يزن شديفات بـ50 صوتا، ودينا البشير بـ40 صوتا، بعد أن ترشح للموقعين، 7 نواب هم: رهف الزواهرة، يزن شديفات، دينا البشير، محمد العلاقمة، راشد الشوحة، احمد القطاونة، وريما العموش.
ويتولى النائب الأول، صلاحيات رئيس المجلس واختصاصاته في حال غيابه أو تعذر قيامه بمهامه أو اشتراكه في مناقشات المجلس، أو عند بحث الأسئلة والاستجوابات والاقتراحات التي يقدمها الرئيس باعتباره نائباً في المجلس، بينما يتولى النائب الثاني صلاحيات رئيس المجلس واختصاصاته في حال غياب الرئيس ونائبه الأول، أو تعذر قيامهما بماهمهما أو اشتراكهما في مناقشات المجلس أو بحث الأسئلة والاستجوابات والاقتراحات التي يقدمانها باعتبارهما في المجلس.
أما المساعدان فيتوليان بإشراف الرئيس مهام متابعة تحضير محاضر الجلسات وخلاصاتها، وتحرير محاضر الجلسات السرية وخلاصاتها وتوقيعها، ورصد نتائج الاقتراع في المجلس، وقيد أسماء طالبي الكلام بحسب ترتيب طلباتهم، والإشراف على الأمور المتعلقة بحفظ النظام أثناء الجلسات، إضافة الى القيام بما يطلبه منهما الرئيس تنفيذاً لاختصاصاته.
وينتخب النواب في الجلسة المقبلة، أعضاء لجانه الدائمة والبالغ عددها 15 لجنة.
وكان عدد من اعضاء مجلس النواب قد طالبوا، النائب هنطش بالتراجع عن قراره المتعلق بترشحه لموقع النائب الأول لرئيس مجلس النواب، لكنه ربط أمر ترشحه بزميله صالح العرموطي، وطالب رئيس مجلس النواب بمنحه دقيقة واحدة للتشاور مع العرموطي.
من جهته، أكد النائب العرموطي ايمانه المطلق بالديمقراطية، قائلا، “لا اؤمن بالقمع، اما ان يمارس علينا الضغط، فهو مرفوض”.
وحال فوزه، ألقى العودات، كلمة امام النواب أكد فيها، اهمية “المراجعة الصادقة لقدراتنا الوطنية، بالتكافل والتضامن والتكامل بين جميع مكونات الدولة وفئاته الاجتماعية، حتى نتمكن من التغلب على جائحة كورونا، وما نجم عنها من خسائر في الأرواح، ومن أضرار لحقت باقتصادنا الوطني، وبالقوى البشرية العاملة في القطاعات جميعها، فضلا عن الأعباء التي يتحملها بلدنا نتيجة الأوضاع السائدة في الجوار العربي، وفي المنطقة كلها، وما يترتب على ذلك من تفعيل لعناصر قوة ومناعة الدولة وقدراتها من أجل الحفاظ على أمنها واستقرارها ومكانتها الإقليمية والدولية”.
كما أكد “وقوف المجلس أمام اختبار كبير، وهو مطالب بالتمسك بنصوص ومعاني الدستور والنظام الداخلي للمجلس، وأن يجعل من الاحترام قاعدة للتعامل مع هيبة ووقار المجلس، ومع المكانة والصورة التي ينبغي أن يكون عليها، أمام جلالة الملك، وشعبه الوفي، ممثلين حقيقيين وصادقين وأمينين على مصالح بلدنا العليا، وعلى طموحات وتطلعات شعبه المشروعة”، مشددا على “ضرورة التأسيس لمرحلة تشريعية رقابية جديدة ترتقي إلى مستوى التحديات، والقدرة على مواجهتها والتغلب عليها، فالإنسان الأردني – وكما قال جلالة قائدنا – يستحق الأفضل- فهو أغلى ما يملك هذا الوطن الذي لم يتوقف جهاده يوما عن بناء وطن الحب والحصاد، والمجد والنماء، وهو على عهد الوفاء للعرش الهاشمي، يكمل مسيرة الخير والعطاء.
واشار الى “التزام المجلس بالتشاركية في اتخاذ القرار، والشفافية مع الاعلام وهيئات ومنظمات المجتمع المدني، والحرص على الاستماع لآرائهم حول قضايا الوطن وهمومه، لتصحيح المسارات، وتقويم الانحرافات وفي مقدمتها الفساد والإفساد، وتعظيم الايجابيات والمنجزات، وعلى رأسها الحقوق الأساسية للمواطن الأردني، في التنمية الشاملة، وفي ضمان كرامته الوطنية.
واضاف العودات، “ان اليوم حافل بالمعاني والدلالات من أيام بلدنا الغالي، بلغ ذروة عزه وفخاره بتشريف جلالة قائدنا المفدى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، وافتتاحه للدورة غير العادية لمجلس الأمة وإلقائه خطبة العرش السامية، متضمنة رؤاه الثاقبة، وتوجيهاته الواضحة، وخريطة الطريق لحاضر ومستقبل الأردن”.
ولفت الى “موقف جلالته تجاه التطورات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني الشقيق، والقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، والوصاية الهاشمية عليها، تلك القضية التي يرتبط بها الأردنيون جميعا ارتباطا وثيقا يجسد وحدة الهدف والمصير، مرتكزين على مبدأ لا يحيدون عنه أبدا، والمتمثل في حق الشعب الفلسطيني الشقيق بإقامة دولته المستقلة على أرضه بعاصمتها القدس الشريف، رافضين لكل ما يمكن أن يحيد عن ذلك الهدف المشروع”.
واوضح ان “جلالة الملك حدد أولويات المرحلة القادمة، والمسؤوليات الواجبة على السلطات الثلاث، ومؤسسات الدولة العامة والخاصة، في وقت يشارف فيه الأردن على دخول المئوية الثانية من تاريخه المجيد، محققا استقلاله الوطني، ومنجزاته العظيمة، معتمدا على ذاته، مدافعا عن كرامة شعبه وأمته، ومناديا بالسلام والطمأنينة للإنسانية جمعاء”.
واكد على “المبدأ الأساس لقوة الدولة الذي يقوم على مفهوم دولة القانون والمؤسسات، وهنا يكمن الدور الدستوري لمجلس النواب باعتباره الممثل للشعب الذي هو مصدر السلطات، وهو المسؤول عن سن التشريعات ومراقبة أداء السلطة التنفيذية ومساءلتها، ومن هذا المنطلق، فإن المجلس معني بأن يبدأ بنفسه، ليعيد النظر في كثير من أساليب التعبير والأداء التي ربما أضرت بقيميته الحقيقية ومكانته الدستورية، وبالآمال التي طالما علقها الناخبون عليه”.
وحيّا العودات، رؤساء مجالس النواب السابقين، والذين ساهموا في إرساء قواعد الديمقراطية، والقيم البرلمانية، مؤكداً القدرة على بناء علاقات التوافق والتعاون والتكاتف بيننا في سبيل عزة بلدنا وأمنه واستقراره، وتقدمه وازدهاره.
من جهته، هنأ رئيس الحكومة الدكتور بشر الخصاونة، رئيس المجلس بثقة النواب، مثلما قدم التهنئة لاعضاء مجلس النواب التاسع عشر بالثقة الشعبية.
واكد التزام الحكومة بروح الشراكة والتعاون ضمن المحددات الدستورية مع مجلس النواب، التي اشار اليها جلالة الملك في خطاب العرش، ووفق اعلى درجات الشفافية وصولاً الى المبتغى الأفضل.
وأشار الى أن الحكومة ستعمل مع النواب لتحقيق ما يستحقه المواطن، وفق الدستور، وضمن احترام السلطات لبعضها البعض، للمضي الى رحاب أفضل، قائلاً، “لا يوجد مستحيل أمام الأردنيين”.
وخلال الجلسة، كشف رئيس الجلسة الأولى لمجلس النواب نواف الخوالدة، عن إصابة ثلاثة من الأعضاء المتواجدين تحت قبة البرلمان بفيروس كورونا.
وطالب الخوالدة من النواب، عبير الجبور، وهيثم الزيادين، وأحمد القطاونة، مغادرة قبة البرلمان.
بدورهم، أكد النواب الثلاثة أنهم زودوا الأمانة العامة في المجلس بنتيجة فحص تؤكد خلوهم من فيروس كورونا.
كما شهدت الجلسة جدلا عندما أكد العودات انه سيعمل على تطبيق النظام الداخلي لمجلس النواب بكل حزم، وذلك ردا على احد اعضاء المجلس، الذي اراد التحدث عن اختلاف فحص كورونا بين “الايجابي والسلبي”، وهو ممن حضروا الجلسة دون تأدية اليمين الدستورية.
وقال العودات، إن النائب لا يحق له التحدث تحت القبة كونه لم يؤد اليمين الدستورية، وفق النظام الداخلي.
وشهدت الجلسة كذلك، اعتراض للنائب علي الطراونة على تشكيل لجنة انتخاب المكتب الدائم التي تضم النواب عبد الرحمن العوايشة واندريه عزوني، الا ان رئيس الجلسة الاولى نواف الخوالدة، قال، ان لرئيس المجلس وفق النظام الداخلي ان يختار اللجنة.

الغد

مقالات ذات صلة