المعشر : الاردن لا يستطيع ان يعيش بنفس المقاربة في تعامله مع اسرائيل فالعالم يتغير

حرير – حاتم الكسواني

في حديثه اليوم أمام جماعة عمان لحوارات المستقبل قال الدكتور مروان المعشر نائب رئيس الوزراء وزير  الخارجية الأردنية الأسبق و نائب رئيس مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي حاليا بأن عملية طوفان الأقصى أظهرت بكل وضوح بأن الأسطورة التي روجتها إسرائيل والإدارة الأمريكية للتفوق الإسرائيلي قد أثبتت فشلها .

ولفت المعشر بأن القضاء على حماس لا يحل اية مشكلة ، لأن حماس أضحت ايدلوجية ، ومن الممكن مستقبلا أن تضطر إسرائيل للتعامل مع 10 حماس .

وأكد المعشر بأن حل الدولتين قد إنتهى ، كما انتهت المبادرة العربية للسلام  .

وقال المعشر بأن المستقبل السياسي لنتنياهو قد إنتهى ، وأن إنتهاء عهد نتنياهو لا يعني بأن خليفته سيكون أكثر مرونة منه .

كذلك قال المعشر أن الأزمات في السابق كانت تؤدي إلى إنفراجات  ، وأضاف بأنه يخشى أن يكون الوضع هذه المرة في حرب “طوفان الأقصى ” مختلفا في ظل حكومة إسرائيلية متشددة ليس في واردها  إعطاء فرصة لتأسيس دولة فلسطينية ، وظل إدارة أمريكية مشغولة بإنتخاباتها القادمة ولا نية عندها لتحريك القضية الفلسطينية .

وأكد المعشر بأن سيناريو تهجير الفلسطينيين من إسرائيل خطة إسرائيلية واضحة المعالم و سيناريو واقعي في ذهن الحكومة الإسرائيلية التي تهدف إلى تهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين تنفيذا لمخططها القاضي بإنهاء القضية الفلسطينية .

فإذا كانت إسرائيل ترغب بعدم تفوق الفلسطينيين ديموغرافيا ، أو عدم وجود فلسطينيين في المجتمع الإسرائيلي فليس أمامها إلا إتباع إستراتيجية التهجير الجماعي .

وقال المعشر أن إسرائيل في إطار تنفيذها لإستراتيجية التهجير الجماعي  ، تضع فلسطينيي غزة بين خياري ترك غزة أو الموت بغزة .

وقال المعشر بأن إسرائيل في وضع إنتقامي بعد ما أصابها من طوفان الأقصى  ، ولن تهدأ إلا بعد أن تحدث دمارا إنسانيا بشريا هائلا .

ويرى المعشر عدم إمكانية التعويل على العرب في إحداث حالة توازن أو دعم لحماس ، فالعرب غير معنيين بما يجري ، وسيعودون بعد هدوء معارك طوفان الأقصى  للتعامل مع إسرائيل كسابق عهدهم   .

وحذر المعشر بأن المنطقة مقبلة على مرحلة سوداء على المدى القصير بسبب عدم وجود عقلاء عرب وإسرائيليين وأمريكيين ، وأن هذه المرحلة عنوانها الدمار .

وعن الحلول المحتملة قال بأن الحل الديموغرافي للقضية الفلسطينية مهم بشرط صمود الفلسطينيين على أرضهم ، وعلينا أن نفعل كل ما نستطيع لإبقاء الفلسطيني على أرضه .

وقال المعشر بأنه متفائل على المدى الطويل بأن يتم اللجوء لحل الدولة الواحدة بأغلبية حتمية فلسطينية فيها وفق ما تؤكده بيانات السكان على أرض فلسطين التي تؤكد بأن الفلسطينيين يشكلون أغلبية 60% من السكان هناك .

ودافع المعشر عن فكرة الدولة الواحدة بالقول :

لم أقل يوما أنني أريد إلحاق الفلسطينيين بإسرائيل لتقرر هي  ما تعطيهم من حقوق ، بل المقصود بالدولة الواحدة تفكيك دولة إسرائيل وبناء دولة جديدة مبنية على أسس حقوق متساوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين .

وانتقد المعشر ضعف الإعلام العربي في مخاطبة الآخر ، حيث يبدو الإعلام العربي وكأنه خجلان أو خائف من طرح الحقائق أمام الناس .

وقال بأننا نحتاج إلى إعلام جدبد بخطاب جديد يخاطب الآخر بلغة الحقوق التي يفهمونها

ولفت المعشر بأن الرأي العام الأمريكي يظهر بأن الجيل الجديد الأمريكي اليهودي يتعاطف مع الفلسطينيين أكثر مما كان عليه في السابق ، حيث أن 25% من اعضاء الحزب الديموقراطي تنتقد حاليا إسرائيل.

كما لفت بأن الجانب الثالث من القوى الفلسطينية غير السلطة وحماس مقبولٌ أكثر منهما  ، وإذا أجريت إنتخابات فلسطينية حاليا  فإن هذا الطرف الذي يمثل قوى كحركة  المبادرة الوطنية بقيادة الدكتور مصطفى البرغوثي ،و  الملتقى الوطني الديمقراطي الفلسطيني الذي يقوده ناصر القدوة سيفوز بهذه الانتخابات 

وعن المقاربة الأردنية في تعاملها مع إسرائيل قال المعشر ، بأن سياسة التكيف التي شكلت عنوانا  للتعامل الأردني مع إسرائيل أصبحت مقاربة غير فعالة وتحتاج إلى مراجعة جذرية ، متأملا أن تتم هذه المراجعة ، ومحذرا بأنها إن لم تتم فستكون  الفجوة كبيرة جدا بين الرسمي والشعبي على الساحة الأردنية .

وقال المعشر بأن الأردن لا يستطيع أن يعيش بنفس مقارباته السابقة   لان العالم يتغير .

مقالات ذات صلة