كورونا – مؤشرات مقلقة… حاتم الكسوانى

حيث اننا نعمل في مجال الصحافة ونلاحق كل اخبار جائحة كورونا وآلية التعامل معها  صحيا وإقتصاديا فقد خرجنا بمجموعة من الملاحظات التي لا يساورنا الشك بانها غدت بحكم الحقائق

– لاشك اننا نمر بمرحلة خطرة من مراحل تفشي فايروس كورونا ، وقد أفادت تصريحات المعنيين بالشان الصحي بأن عدد الوفيات في الأردن ستصل حتى نهاية العام الحالي حوالي 5000 وفاة.

– ولأن البروتوكول الدولي يحتم على الدول التي تصل فيها أعداد الوفيات بمعدل  8 وفيات لكل مليون نسمة من السكان ان تتخذ تدابير صارمة كإلزام السكان بإتباع وسائل السلامة والصحة العامة واللجوء للحظر الكلي  ، وهو ما لم يفعله الأردن حتى الآن على الرغم من تسجيله 122 وفاة لكل مليون نسمة

ونحن نلمس عدم جدية الحكومة للتعامل بحزم مع قضية إلزام السكان بإتباع وسائل السلامة العامة كلبس الكمامات وتحقيق التباعد الإجتماعي من خلال عدم تنظيم الإجتماعات والإحتفالات  واللقاءات الجماعية الكبيرة ،  وحرجها من إتخاذ قرارات  بالحجر الكلي نظرا لإلتزامها مع القطاعات الإقتصادية

” الصناعة والتجارة والزراعة والخدمات” بعدم اللجوء إلى هذا الخيار حيث بدأت بتهيئة الأرضية لخيارات أخرى من الحجر تحت مسميات الحجر الجزئي و الحجر الذكي.

– نقص الوعي الكافي  لدى المجتمع في كيفية التعامل مع الجائحة خاصة لدى فئة الشباب الذين فهموا بانهم اقل تأثرا عند الإصابة بالكورونا فاهملوا إلتزامهم نحو الفئات الأخرى من فئات المجتمع  فذهبوا  لحمل الفايروس ونقله لبعضهم البعض ومن ثم  إلى أسرهم  وذويهم  ولكبار السن  من عائلاتهم.

ويبدو أن القطاع الصحي الأردني قد ترك الحبل على الغارب لجائحة كورونا لتفتك بمن تفتك به تحقيقا لمناعة القطيع بإعتبارها اقل كلفة وضررا من مواجهة الجائحة وتسطيح منحناها الذي يستوجب الإغلاق الكلي لفترات طويلة في ظل وضع إقتصادي مرهق لا يقوى على تحمل فترات إغلاق إضافية.

وفي ظل عدم فعالية حملات التوعية الصحية منذ بدأ الجائحة حتى يومنا هذا والتي لم تستطع إقناع بعض الأردنيين بوجود فايروس الكورونا او إقناع البعض الآخر بخطورته ونتائجه القاتلة فإن المجتمع يكون قد أدار ظهره لفئة كبار السن وخرج عن قيمه ومثله الدينية والمجتمعية بالعناية بهم وواجبه الوطني بحمايتهم.

– بعض القطاعات الوطنية تفضل مصالحها المادية على سلامة صحة  المجتمع وامنه  ولسان حالها يقول شغلوا القطاعات و… لا.. لأي شكل من أشكال الحظر الذي يستوجبه مواجهة الجائحة فإن مصالحنا قد تضررت ولن نقبل بان تتضرر مرة أخرى  .

– الحكومة عاجزة ماليا عن إتخاذ إجراء حاسم بالحجر الكلي والإغلاقات وتولى مسؤولية تعويض القطاعات المتضررة من إغلاقات جديدة  بالدعم المالي المباشر او الإقراض اليسير او حتى الإعفاءات الضريبية المؤقتة او إدارة أزمة العلاقة بين  المالكين  والمستأجرين خلال فترات الحجر والإغلاق او حتى التدخل لضبط جنون الأسعار و شيوع سلوكيات الجشع والإستغلال.

– وأخيرا فلابد من وقف فوضى تصريحات القطاع الصحي المربكة للناس والتي لا تقدم معلومات مفيدة يستند إليها المواطن وتدعم وضعه النفسي والصحي  أثناء الجائحة بل  تخلق عنده  حالة من الهلع والرعب تجعله يتفقد نفسه بين الفينة والأخرى، ولا بد من تشكيل فريق إعلامي خبير يصمم حملة توعوية صحية فاعلة حول جائحة كورونا تستند إلى العلم في محتواها وأساليبها.

هذا غيض من فيض من الملاحظات الواضحة التي يعرفها الناس حول الجائحة والتي يستطيع كل من يقرأ هذا المقال ان يضيف عليها

مقالات ذات صلة