25 عاما

زيدون الحديد

حرير- لم يكن لأحد يعلم غير الله ماذا سيحدث في الأردن خلال 25 عاما التي مضت ؟ ولم يكن لأحد أن يعلم على وجه الدقة ماذا سيواجه الأردن من تحديات سياسية واقتصادية جمة ومكائد خبيثة تم قد بث سمومها للإيقاع بالأردن في فخ الفتنة والدمار على جميع الاصعدة .

في المقابل كنا جميعا نعلم أن الله معنا ومن بعده قيادة حكيمة متمثلة بربان ماهر قادر على إيصال السفينة إلى بر الأمان طوال الفترة الماضية معتمدا على حكمة وحنكة وجدٍ واجتهاد قل نظيرهم، فربان هذه السفينة هوعبد الله الثاني ابن الحسين، وبطل هذه القصة التي ما زالت مستمرة ونعيشها حتى اليوم هذا.

فجلالة الملك عبد الله الثاني ربان سفينه هذا البلد قادنا لبناء الوطن، وجهز الأردن بأفضل عدة وعتاد لمواجه العصر الراهن، فأصبح الأردن دولة متمكنة في عالمها، وكان إلهامه يوجهه للسير نحو خريطة جديدة للأردن الحديث القادر على تخطي العقبات والتكيف مع المتغيرات المحلية والعالمية.

ولأن إدراك الملك نحو فكرة الأردن الحديث كانت منذ تولية السلطات الدستورية، فقد أولى اهتماماته في تطوير البنية التحتية، وزيادة الفرص الاستثمارية وخلق الاستقرار الأمني الحقيقي القادر على جعل الأردن بالفعل أيقونة تعايش في ظل الفتن المتناثرة بوطننا العربي.

ربما سبقني العديد من الكتاب في سرد تفاصيل حكم 25 عاما من الإنجاز، فكانت المقالات تفصل الأحداث والمجريات التي عاشها الأردن بكل دقة، إلا أنني لا استطيع أن أدع بعض التفاصيل تمر دون ذكرها والوقوف عليها قليلا كونها نواة العمل الإصلاحي الذي يقودها الملك ،فأولها :الديمقراطية التي كان التزاما عليه أن يستمر في العمل على إصلاحها وديمومتها في الساحة السياسية والحفاظ على التظاهرات السلمية وعدم المساس بالمعارضة ودعم الأحزاب وعدم كبح جماح حرية التعبير في وسائل الإعلام المختلفة، لهذا كان الاستقرار السياسي عنوان نجاح هذه الديموقراطية على مدار ال25 عاما التي مضت.

أما الثانية فهي التحدي الأكبر اقتصاديا وهو التعداد السكاني المتزايد نتيجة زيادة أعداد اللاجئين من دول الجوار ونزوحهم نحو الأردن واحة الأمن والاستقرار، والذي كان للأردن تحدٍ كبير جدا يقع على عاتقه اقتصاديا وإنسانيا، فلم يكن سهلا خلال الأعوام الماضية بناء قواعد متينة تسهل عملية النمو الاقتصادي والثبات المصرفي القادر على تحمل حجم الضغط على البنى التحتية والخدمات الأخرى كالماء والكهرباء وغيرها نتيجة دخول الأعداد الهائلة من اللاجئين خلال 25 عام التي مضت جراء الأحداث الدامية التي وقعت في بلدانهم، فكان ذلك أشبه بالمعجزة كون دول عظمى لم ولن تستطيع تحمل هذا العبء الاقتصادي والخدمي بسبب التزايد الكبير في حجم التعداد السكاني.

ولنعقب أيضا أن ربان السفينة جلالة الملك كان يولي اهتمامه في مجالات أخرى من خلال أوراقه النقاشية ، فلم يترك مجالا إلا ورسم خطة طريق له وأرسى قواعد تطويره وتحسينه بالحجم والقدر المتوفر، فلا يمكننا أن نخفي نجاحاتنا في مجال التعليم والصحة والصناعة والنقل وسياحة والفن والرياضة وغيرها من المجالات الرئيسية، التي برز بها الأردن بقيادته وأصبحت الأردن بهذه المجالات تنافس دول الوطن العربي والعالم، رغم ضعف الإمكانيات وقلة الموارد مقارنةً مع حجم الموارد والإمكانيات لدول أخرى.

في النهاية هذه السياسة الحكيمة التي سعى إلى رسمها جلالة الملك عبدالله الثاني طوال الخمسة والعشرين عاما التي مضت جعلت من الأردن أنموذجا نتفاخر به أمام العالم أجمع، حفظ الله الأردن وشعبه، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمين.

مقالات ذات صلة