ثم لبس حذاءه وواصل المشي.. نزيه أبو نضال

الكاتب الحقيقي لا يخضع قلمه لليومي والعابر، ودوره وهو في أزمنة العتمة والهزيمة أن يمسك بالمحصلات الكبرى لمسار الأحداث، ليدل شعبه على طريق الخلاص.. وهو حين يفعل ذلك يشكل صمام الأمان لحماية روح الأمة من الانهيار والضياع، كما يعكس صحوة الضمير ونقائه من التلوث والعطب.

حين يشهر الكتّاب أقلامهم في وجه الطغيان الأسود يعلمون يقيناً وبحواسهم الخمس بأنهم يخوضون، على المستوى الراهن والمباشر، معركة خاسرة.. ولكنهم لا يغادرون تصميمهم على خوض الصراع.. لأن لا بديل عنه حين يتعلق الأمر بالوطن وبالشرف والحرية..
مجد الكاتب في بلادنا أن لا يخجل حين يقابل الديّان في ذلك اليوم العظيم، ويسأله، كما سأل دستوفسكي الروسي: هل جعت أو شردت؟ هل سجنت أو عذبت أو نفيت أو على الأقل طاردك البوليس؟ كيف تكون كاتبا عربيا حقيقياً إن لم تكن أحد هؤلاء؟ ،وليس من خيار ايها الكاتب العربي سوى إن تغمس قلمك بمداد القلب وتواصل الكتابة..
حين سجنوا سعود قبيلات صادروا حذاءه.. بعد سنوات طويلة لبس حذاءه وواصل المشي!

مقالات ذات صلة