البلطجة الوان..فلا تصالح

حاتم الكسوانى

اما وقد فتح ملف البلطجة في بلدنا نتيجة العنف الجسدي الذي وقع على فتى الزرقاء صالح واستفز مشاعر المجتمع الأردني وهز كيانه ، فإن تداعيات هذه الحادثة دعت أبناء المجتمع بأن يشنوا حربا على البلطجة التي تصنف كنوع من أنواع الفساد بفتح ملفاتها وكل من خلال تجربته ومعاناته منها

والبلطجة انواع في عالم البشر فمنها ما يوقع ضررا جسديا على الناس ومنها ما يوقع ضرارا إجتماعيا ينال من سمعة الناس ومستقبلهم ومستقبل عائلاتهم ومنها ما يوقع ضررا سياسيا لايمكن أن نمر عنه وهو ماثل أمامنا فيما فعلته دولة الإحتلال بالشعب الفلسطيني عندما إحتلت أرضه ، وهجرته ، ولاحقته قتلا وتنكيلا” وحرقا” لأبناءه وهم أحياء ، وهدما”  لمنازله ، وسرقة” لتاريخه  وتراثه ، وفنونه، مستحضرة” أساليب جلادها النازي في القتل والتنكيل والكذب الإعلامي.

أما نوع البلطجة  الذي سأحدثكم عنه فهو يندرج تحت تصنيف البلطجة الإقتصادية، ذلك الذي استحضره معه بعض  من عملوا في بلاد الإغتراب وجمعوا ثروتهم تحت كل أنواع الضغط والقهر والحرمان، وعندما عادوا إلينا بأموالهم واستثماراتهم أرادوها بلا قلب ولا عدل ولامهنية… فنظروا لمستخدميهم كعبيد لا بشر حيث ضاعت حقوق الآلاف من الأردنيين عند  هذه الفئة من المستثمرين، ومما زاد الطين بله ان وجد هؤلاء تربة صالحة لتماديهم بإلتفاف كثير من الطامعين بخطب ودهم من حقوقيين ونواب ورجالات دولة زينوا  لهم إستسهال الإعتداء على حقوق الأردنيين… وليس هذا فحسب بل ان بلطجيتهم جعلتهم يلقون بكثير ممن تركوا أعمالهم المستقرة وأملوا بحياة أفضل بالعمل معهم إلى قارعة الطريق والفقر وفقدان الأمل.

وتفنن من رضي من المحامين والمستشارين القانونيين بالعمل لصالح مثل هؤلاء، بإستحضار كل الأساليب القانونية الملتوية لتحقيق انتصار اسيادهم على الغلابة  من المستخدمين والموظفين الذين فصلوا  استقواءا عليهم  وبالعشرات لأنهم من أبناء البسطاء والمعدمين .

ومن المفيد الإشارة إلى أن علاقة تربطني مع أحد المتضررين الذين عملوا لدى واحد من هؤلاء المستثمرين الذين قدموا إلينا من بلاد الواق واق ورفع قضية فصل عمالي تعسفي يشير القانون الأردني بحتمية إنهائها خلال ثلاثة أشهر إلا أن ذيولها مازالت متداولة في المحاكم منذ منتصف عام 2008… نعم ” ألفان وثمانية” وحتى يومنا هذا.

وبعد نرجو ان يفعل وزير العدل خططه وخطواته التي صرح بها والقاضية بإتباع المحاكم الأردنية لإجراءات جديدة لتسهيل وتسريع التقاضي.

اما انت يا ولدي ياصالح فلاتصالح… واسمع وصية امل دنقل الذي قد يكون قصدك ياصالح بأن لاتصالح حينما قال

” لا تصالحْ!

..ولو منحوك الذهب

أترى حين أفقأ عينيك.. 

ثم أثبت جوهرتين مكانهما..

هل ترى..؟
هي أشياء لا تشتري.”

*** فلا تصالح… لا تصالح… لاتصالح

ولتسقط البلطجة

 

 

مقالات ذات صلة