تمكين المرأة والشباب في العمل الحزبي يعيق تأسيس الأحزاب.

منال سعيد خلف - رئيس التحرير

منال خلف 

في قراءة أولية لقانون الأنتخاب المقترح من اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية في الأردن مع تعديلاته نقول أنه جاء منصفا بحق النساء و الشباب ، لكنه عند التطبيق سيكون مجحفا بحق الأحزاب ومعيقا امام تشكيلها، حيث اشترط وجود ما نسبته 20٪ من المؤسسين من النساء، و 20٪ من الشباب.
في الواقع أن النساء و الشباب حاليا هم الأكثر عزوفا للانخراط في العمل السياسي في مجتمعنا للظروف الخاصة لكل فئة.
فهناك معيقات كثيرة أمام المرأة في العمل السياسي
الحزبي الذي يتطلب في جوانب كثيرة منه ، نفقات مالية إضافية ، والخروج من المنزل بأوقات غير محددة بعد دوامها الرسمي ، اذا كانت من العاملات في القطاعين العام والخاص.
إن مسؤولية المرأة المجتمعية المتمثّلة في كونها ربة منزل (للمتزوجة) يتطلب منها بذل جهود كبيرة في عملها الوظيفي وعملها المنزلي ، وبالتالي لا يوجد عندها متسع من الوقت للقيام بنشاطات خارج منزلها إلا بحدود ضيقة، لبعض الحالات من النساء ، وهؤلاء قليلات جدآ بالنسبة للنساء بشكل عام ،،، وبالتالي إجبار الأحزاب بتوفير ما نسبته 20٪ من المؤسسين من النساء ، سيكون حالة صعبة على الأحزاب ، وإن نجحت بعضها في تجاوز هذه المشكلة.
أما بالنسبة للشباب في الفئة العمرية (ما بين 25-35 عاما ) ، في هذه المرحلة نتيجة الظروف التي مر بها سابقا ، ويمر بها حاليا مجتمعنا ، فهم يعانون من مشاكل كثيرة تجعل التفكير بالعمل والنشاط السياسي غير ذات أولوية أو خطرا عليهم يهددهم بالحرمان من الحصول على وظيفة مناسبة ، أو فقدانها إن كانوا على رأس عملهم .
وإذا أخذ بتوصيات اللجنة الخاصة بالشباب و خاصة الفئة التي على مقاعد الدراسة الجامعية من فئة 18 _ 25 بالسماح لهم بالانخراط في العمل السياسي ، فهذه الفئة ممكن أن يعول عليها في المساهمة بشكل فعال في الأحزاب ، وخاصة أنها تكون في مرحلة البناء النفسي و الفكري وقليلة المسؤولية اتجاه أسرهم ، وسيكون هذا النشاط لهذه الفئة مقدمة لتغيير حجم مشاركة الشباب في الفئات العمرية اللاحقة في السنوات المقبلة ، إن أثبتت التجربة ، أن هذا النشاط ذات جدوى اقتصادية واجتماعية وسياسية للمنخرطين بهذا النشاط .
وخلاصة القول ،،، أن تمكين المرأة والشباب في العمل السياسي ،،، لا يحتاج إلى فرض كوتة عند تأسيس الأحزاب ،،، وإنما مع استقرار التجربة ،،، ومصداقية التحول إلى العمل السياسي الحزبي ،،، سيكون محفزا لفئات المجتمع كافة للانخراط بالعمل السياسي المؤسسي من خلال الأحزاب والجمعيات سياسية المناسبة .

 

مقالات ذات صلة