شعوب تتزيّن بالنير

حرير- المستوطنون الأوائل في القارتين الجديدتين كانوا (يضحكون) على السكان الأصليين هناك، ويبادلونهم الخرز الملون وقطع الزجاج اللامعة بالذهب، وكان هؤلاء الذين تمت تسميتهم، خطأ، بالهنود الحمر يفرحون بهذه الخرزات والزجاجات، ويعلقونها في رقابهم وفي ثقوب انوفهم وفي أي مكان ممكن من أجسادهم، بدل الذهب.

بعد زمن تعلم الهنود الحمر بأن هذه الخرزات عديمة القيمة أمام الذهب ، فبحث المستوطنون الأوائل عن وسائل أخرى لسلب خيرات السكان الأصليين ، ولما لم يجدوا قاموا بإبادة معظمهم، وسرقة أوطانهم بأكملها.

نحن العرب العاربة والمستعربة، لم نستوعب الدرس بعد، وبعد المرور بملايين التجارب والأخطاء التي نكررها كل يوم -على عكس المؤمن – الذي لا يلدغ من الجحر الواحد أكثر من مرة واحدة، فقط لا غير. .

نحن العرب العاربة والمستعربة، ما زلنا ننخدع بالخرز الملون والزجاج المصقول ونستبدله بالذهب والألوان عن طيب خاطر، لا بل ما زلنا نعتقد أنها صفقة ضيزى-بالنسبة للفرنجة-وبأننا ضحكنا عليهم لا بل ونطالب من نخبره بالقصة، ونحن نضحك، بأن (لا يجيب سيرة) حتى لا يكتشفوا الخازوق اللي طعميناهم إياه.

اضطر المستوطنون الأوائل في الأمريكيتين، إلى إبادة معظم الهنود الحمر للاستيلاء على أراضيهم، وحبس من تبقى منهم في مستوطنات معزولة داخل أراضيهم.

أما من أحد من الهنود الحمر يعلّمنا دروس التاريخ، مقابل أطنان الخرز الملون الذي نعلقه في رقابنا…..مثل النير ؟

نعم نحن شعوب تتزيّن بالنير.

وتلولحي يا دالية

مقالات ذات صلة