دروس المقاومة ما بين جراح الحروب وندوب السلام

د. حسن البراري العجارمة

كما توقعت في لايف سابق بأن الحرب الحالية ستنتهي بتهدئه وإنها لن تستمر طويلا، لكن الصراع سيبقى سرمديا ممتدا.

– حماس تمكنت من تثبت نفسها اللاعب الأبرز في قضية القدس على حساب سلطة عباس وحكومة الأردن. وبهذا وجهت حماس والمقدسيون ضربة كبيرة لفكرة اخراج القدس من الطاولة — وفقا لترامب واصدقائه العرب — واعادتها بقوة على الطاولة.
– هناك قلق سعودي اردني مصري من الصعود السياسي لحماس أكثر من القلق على ما تقوم به إسرائيل في القدس.
– سقوط نظرية محمد بن زايد التي تفيد بأن التطبيع هو لصالح القضية الفلسطينية، لأن اسرائيل تستعمل أي اتفاقية تطبيع مجانية في سياق الاستفراد بالفلسطينيين.
– اسرائيل تعتبر أنها صاحبة السيادة والوصاية على كل شيء في القدس، وعلى الأردن أن يستفيق من أوهام الوصاية، فأما أن يقبل بالأمر الواقع أو يرفع لواء التحدي.
– كما سقطت النخب السياسية الرسمية أو المحسوبة على الرسميين في مسألة “الفتنة” تسقط مرة أخرى في معركة الدفاع عن الأردن وعن فلسطين. فتوارت الأقلام وغاب الصوت الناقد واكتفت بالتسحيح. وزير سابق يطلب من نتنياهو الترجل حتى لا تستفيد إيران. قديما قالت العرب: شر البلية ما يضحك!
– بروز وعي الشارع العربي الذي تجلي بأفضل صوره في تأييد المقاومة وفي كشف زيف صهاينة العرب.
-المقاومة الفلسطينة بكافة اشكالها – المسلحة والمدنية – وحدت الشعب الفلسطيني والغت الفواصل ووضعت النقاط على الحروف.
– ما زال العمل السياسي الفلسطيني أقل من تضحيات الشعب، ولا يوجد أي مبرر لاستمرار الانقسام الفلسطيني وكأننا لم نستوعب دروس النضال الفلسطيني في فترة الانتداب.
– سلطة عباس هي ضرورة إسرائيلية وليست ضرورة فلسطينية. إسرائيل تريد فقط التنسيق الأمني وسلطة عباس تقوم بذلك وفقا لتفاهمات دايتون بكل اقتدار.
– لا يوجد علاقة بين الاردن وإسرائيل سوى الاستمرار بالتنسيق الأمني وهذا يخدم نظرية الأمن الإسرائيلي ولا يقدم شيئا للأردن.
– الخاسر الأكبر في المواجهات هي سلطة عباس وأنظمة التبعية و “الاعتدال” التي تؤكد المرة تلو الأخرى بأنها غير قادرة وغير راغبة في التحدي والصمود وأن قرارها بالارتهان هو استراتيجي.
– والدرس الأهم هو إن أنظمة التبعية لا تعكس مصالح شعوبها، والفجوة بين ما يريده المواطن وما يريده النظام كبيرة جدا، وأن الربيع العربي القادم لن يكون كسابقه، بل سيكون مدعوما بصحوة سياسية شعبية لن تقبل بأقل من حكم نفسها بنفسها. ويبدو أننا نشهد فجرا جديدا بعد مئة عام من الصراع مع إسرائيل ومئة عام من الخنوع والامتثال والتبعية؟

مقالات ذات صلة