لقاء بايدن بالقادة العرب .. حوار الطرشان

حاتم الكسواني

يكتشف المراقب لمجريات لقاء بايدن مع القادة العرب بان لا وفاق ولا إتفاق بين الطرفين على القضايا الرئيسة المطروحة على طاولة الحوار.

فالعرب يطالبون بحل القضية الفلسطينية ويؤكدون بأن لا إستقرار في المنطقة دون قيام دولة فلسطينية ، وانه لا يجوز أن يكون دور العرب تقديم التنازلات ودور إسرائيل التعنت فقط ، وبايدن يقول ان حل الدولتين بعيد المنال  و انه آت لدمج إسرائيل مع دول المنطقة و يتغنى بما ستقدمه إسرائيل من فوائد تكنولوجية وأمنية في هذا الإطار.

العرب يقولون انه حان الوقت لوضع حدّ للحروب الأهلية التي أتاحت المجال لبعض الدول للتدخل في شؤون الدول العربية والاعتداء العسكري على أراضيها ، وأنه لا مكان للمليشيات والمرتزقة وعصابات السلاح في المنطقة.

ويقولون بان التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول يبقى من ضمن أخطر التحديات  القائمة، إذ يَخل بالمبادئ والحقوق المكفولة بالقوانين الدولية، وقد آن الأوان لتوحيد الجهود لوقف مثل هذه التدخلات، احتراماً لسيادة الدول”.

وبايدن يقول بانه لن يترك فراغا بالمنطقة يملؤه طرف آخر كإيران اوالصين او الإتحاد السوفيتي وهذا إصرار على الهيمنة على سياسات ومقدرات المنطقة العربية وعلى التدخل بشؤونها الداخلية كما يقول بأن القوات الأمريكية ستواصل استهداف الإرهابيين في المنطقة ولا تزال منتشرة في قواعد بجميع أنحاء الشرق الأوسط

العرب يقولون بضرورة  الدعم للجهود الرامية لاستقرار أسعار الطاقة العالمية، بما في ذلك زيادة الاستثمارات لتوسعة الاستكشاف والتكرير وإدخال التقنيات الجديدة التي تسهم في دعم النمو الاقتصادي العالمي ومواجهة تضخم الأسعار”، وبايدن يطالب الدول العربية النفطية بزيادة الإنتاج بهدف تخفيص سعر برميل النفط بما يساعد الإقتصاد الأمريكي ويحوز على رضى المواطن الأمريكي والدول الأوروبية التي تعاني من ضغط روسيا وتحكمها بأسعار وكميات  الطاقة التي  تعتمد عليها من المصادر الروسية.

العرب يدعون إلى حل مشاكلهم مع الجانب الإيراني بلغة الحوار والدبلوماسية وبايدن يدعو لتحالف أمني مع دول عربية يربط أنظمة الدفاع الجوي بينها في مواجهة الهجمات الإيرانية بالطائرات المسيرة والصواريخ في الشرق الأوسط.

إنه حوار الطرشان بين بايدن والقادة العرب فبينما أكد معظم القادة العرب المجتمعون مع بايدن على ضرورة حل القضية الفلسطينية فإن بايدن لم يأت على ذكرها، وكان متمسكا بأجندته المتمثلة بتحقيق المكتسبات لإسرائيل لدرجة انه يفتخر بانه اول رئيس أمريكي ينتقل بطائرته مباشرة من إسرائيل إلى السعودية وانه إنتزع قرارا بفتح الأجواء السعودية لعبور  خطوط  الطيران فوق أجوائها بما فيها الطيران الإسرائيلي .

انني اتسائل لماذا لم يمثل العرب بمتحدث واحد ينطق بإسمهم أمام امريكا بايدن ؟! ولماذا لم يتفقوا على منطق واحد حول كل القضايا المطروحة للنقاش؟!

إن الدول العربية  التي شاركت بلقاء بايدن كان منها  دول عربية وازنة كالسعودية ومصر والعراق والأردن ، وكلها لو إجتمعت دون بايدن لأخذ إجتماعها صفة مؤتمر قمة عربي مصغر.

لكننا نخطئ دائما بتقدير وزننا وقدراتنا وتحقيق مانريد.

واقول لو كانوا  على قلب رجل واحد لما أدار بايدن ظهره لمطالبهم ولما صم آذانه عنها.

تأبى العصي إذا إجتمعن تكسرا

و إذا إفترقن تكسرت  آحادا

 

 

مقالات ذات صلة