قتلة لا يموتون وأبطال يخترقهم الرصاص

دخل الكومبيوتر بقوة في صميم المشهدية السينمائية فحوّل مشاهد الأفلام إلى دمىً لا حياة فيها إلى حد الشعور لدى الرواد بأن ما يُقدم لهم ما هو إلاّ ألعاب ألكترونية، باتوا يعرفونها جيداً. المثال الجديد هو “deadpool 2” للمخرج “ديفيد ليتش” عن نص تعاون عليه بطل الشريط “ريان رينولدز” مع “ريت ريز”، و”بول ريزنيك”، حيث نواكب أكبر قدر من الخيال العلمي مع قدر أكبر من المشاهد التدميرية تنفذها الأجهزة الحديثة من دون إبداع المخرج بل من قريحة الكاتب الذي بات ضامناً أن كل ما يتخيله قابل للتنفيذ.

اللافت في الفيلم هو الممثل ذو الوجه القاسي الملامح “جوش برولن” في شخصية “كايبل” وهو يواجه عدداً من الأبطال الخارقين أصلاً على الشاشة أمثال “سبايدرمان”، الـ “نينجا”، والـ “ياكوزا” اليابانية الإنتحارية والتي عرفتها معارك الحرب العالمية الثانية. لكن “رينولدز” كشف عن موهبة جديدة لديه غير قوته البدنية وعضلاته، إنه كاتب سيناريو إستطاع إقناع الشركة المنتجة والموزعة للشريط بقدراته التخيلية التي نفذها بحذافيرها المخرج “ليتش”، وكانت النتيجة أن العمل الذي إفتتح عروضه الأميركية والعالمية في 18 أيار/ مايو الجاري، حصد من الصالات الأميركية في أربعة أيام فقط، 150 مليون دولار، ومن العالم خلال الفترة نفسها 325 مليوناً، والرقمان مؤهلان للإرتفاع الجنوني مع الزحام الذي تشهده الصالات التي تعرضه.

المواجهات لا تتوقف على مدى119 دقيقة، رجال أقوياء، يظهرون كأنهم قوالب مصبوبة من الصُلب، لا يهزهم أحد يقتلون في كل الإتجاهات ولا يموتون، بينما الأبطال الخارقون الذين يظهرون على الساحة ينجح مخلوق الـ “deadpool” في هزيمتهم واحداً تلو الآخر وبشكل دراماتيكي مهين، مع رشّة جريئة من الكوميديا التي تعرف قسطاً وافراً من خفة الظل، وملاءمتها لأحداث الفيلم الذي لا يكف عن المطاردات والقتل والتدمير. كما لاحظنا توازناً بين الجنسين في الحضور حفاظاً على معالم الحضور المضبوط والمؤثر على الشاشة، لكن الضحايا لم يكن بينهم أي توازن فمعظمهم من الرجال، من دون سلاح نسائي مؤذ غير الجمال. وتحضر من الممثلات “مورينا باكارين”، “زازي بيتز” في دورين فاعلين.

الفيلم توزعه “فوكس القرن العشرين” تم تصويره في كندا (فانكوفر، وكولومبيا البريطانية)، لكن معظم المشاهد الرئيسية جري تنفيذها في غرف المؤثرات عبر أجهزة ألكترونية فبركت كل المطلوب مع مهندسين متخصصين.

 

مقالات ذات صلة