تأهيل منزل لورنس العرب في السعودية وتحويله لمزار سياحي

حرير – أعلنت وزارة السياحة السعودية أنها ستقوم بتأهيل المنزل الذي عاش فيه لورنس العرب عشية حملة عسكرية شهيرة قادها ضد العثمانيين ليصبح مزاراً سياحياً جذاباً، حسب تقرير نشرته صحيفة “تلغراف” البريطانية.

 وعاش ضابط المخابرات البريطانية المستشار العسكري توماس إدوارد لورانس، المعروف باسم “لورنس العرب”، في منزل قديم في ينبع، وهي إحدى محافظات المدينة المنورة في السعودية، تقع على ساحل البحر الأحمر غرب البلاد، أثناء اندلاع الثورة العربية الكبرى عام 1915.

وقال التقرير إنه على الرغم من دعوات المؤرخين إلى حماية الموقع، تحول المنزل المكون من طابقين الذي أقام فيه “لورنس  العرب” إلى خراب، ويقول سكان ينبع القدامى إن أحداً لم يسكنه منذ مغادرة الضيف البريطاني الشهير، وسط شائعات محلية بأن المنزل “مسكون”.

وقال مسؤول سعودي في ينبع إن المنزل قد يكون جاهزاً لاستقبال السياح بحلول نهاية العام الجاري، كجزء من دفعة أوسع في البلاد لجذب مزيد من السياح الأجانب، رغم قيود السفر المفروضة بسبب جائحة فيروس كورونا، كما نقلت “التلغراف”.

وأضاف أحمد المحتوت، “انتهينا للتو من مرحلة الترميم. ويستقي الموقع قيمته من تاريخه، وسوف يرغب كثير من السياح الأجانب في زيارة بيت ضابط الاستخبارات البريطانية”، وفقاً لما نقلته “تلغراف”.

وفي سيرته الذاتية التي حملت عنوان “سبعة أعمدة للحكمة”، أشار لورنس إلى أن فشل العثمانيين في الاستيلاء على ينبع في ديسمبر (كانون الأول) 1916 كان أمراً حاسماً في نجاح الحملة الشرق أوسطية برمتها. وكتب، “أعتقد أن الإمبراطورية العثمانية خسرت الحرب في تلك الليلة”.

من جانبه، قال فيليب نيل، رئيس جمعية توماس إدوارد لورنس، إن لورنس ربما قضى أياماً في المنزل الواقع في ينبع، حيث كان “يتنقل باستمرار”، لكنه مع ذلك سيثير اهتمام السياح.

وأضاف، “يبدو أن المملكة السعودية تنفتح بكل السبل، وأنا واثق من أن معجبي لورنس سيكونون حريصين على الذهاب وزيارة المنزل”، مضيفاً أن مواقع أثرية أخرى في السعودية والأردن يمكن تطويرها، “لا تزال هناك بقايا من قطارات في الصحراء فجرها لورنس”.

وفي بريطانيا، يتم إحياء ذكرى لورانس في سرداب في كاتدرائية القديس بولس، مع لوحات زرقاء على منازله السابقة في أكسفورد ولندن، وفي مواقع في دورست (جنوب غربي إنجلترا)، حيث توفي في حادث دراجة نارية عن عمر ناهز 46 سنة.

وشهدت مدينة ينبع، عبر تاريخها الممتد لـ 2500 عاما عديداً من الأحداث في مسرح الشرق الأوسط للحرب العالمية الأولى، أبرزها معركة ينبع في ديسمبر عام 1916، عندما شنت القوات العثمانية بقيادة فخري باشا هجوماً بهدف الاستيلاء على المدينة، التي دافع عنها 1500 جندي عربي مدعومين بخمس سفن تابعة للبحرية الملكية البريطانية في البحر الأحمر.

وفي ذلك الوقت، كانت ينبع بمثابة قاعدة عمليات للقوات العربية والبريطانية حتى نهاية الحرب.

وظلت ينبع مدينة ساحلية صغيرة حتى عام 1975، عندما قررت الحكومة السعودية تحويلها إلى أحد المركزين الصناعيين الجديدين في البلاد.

وأقيمت مشاريع حكومية وخاصة واسعة النطاق في المدينة مما أدى إلى تعزيز قيمتها الاقتصادية وتعزيز الصناعات البتروكيماوية والخدمات اللوجستية. وتضم ينبع الصناعية الآن ثلاث مصافٍ نفطية وعديد من المنشآت الصناعية.

وتعد ينبع غنية بالمعالم السياحية منها شرم ينبع الذي يضم مجموعة متنوعة من الشواطئ والمنتجعات والمراسي، وأصبحت مركزاً للرحلات البحرية والغطس والغوص إلى جانب التنوع البيولوجي والشعاب المرجانية في البحر الأحمر، بالإضافة إلى أنها تزخر بعديد من الحدائق العامة والمساحات الخضراء المفتوحة ومن أبرزها جزيرة النورس.

يذكر أن المسائل المتعلقة بالتراث الوطني والأماكن التاريخية في السعودية ترتبط بوزارة الثقافة، وتندرج ضمن اختصاصاتها.

إلا أن هذه الخطوة قد أثارت موجة غضب ورفض من بعض نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي خاصة في المناطق التي تم فيها ترحيل مواطنين سعوديين من مساكنهم الواقعة ضمن   أراضي الدولة السعودية في منطقة تنفيذ مدينة نيوم على شواطئ شمال  البحر الأحمر .

مقالات ذات صلة