كفوا حصارهم لنا … حاتم الكسواني

” إن إستمرار الاحتلال إلى يومنا هذا مأساة أخلاقية عالمية فلا يمكن لإحتلال أونزوح أو إجراءات تتخذ بالقوة أن تمحو تاريخ شعب ” قال جلالة الملك عبد الله .

” أنا أتسائل أين حدود إسرائيل  وأين ستقف ” قال أردوغان .

” إسرائيل ستزول كما زال كل إحتلال قبلها ” قال عباس .

لقد ضاق المطالبون  بالحق الفلسطيني ذرعا بتعنت إسرائيل ومؤازرة الولايات المتحدة لجنونها وعنصريتها ، وقد كان جلالة الملك في كلمته ولغة جسده أمام اجتماع  الجمعية العامة 2019   في أكثر حالات غضبه مما يجري رغم الهدوء الذي كان يبدو عليه ، بل أنه غمز بمستقبل إتفاقيات السلام مع إسرائيل ، وتسائل عن مستقبل المنطقة دون حل الدولتين وأجاب هو عن سؤاله  بالقول  بأنه سيكون دعوة لعودة الصراع في منطقتنا .

وعليه نتسائل ماذا بعد .

هل نترك إسرائيل وأمريكا تستمران بمحاصرتنا وتدجيننا والضغط علينا لحين إعلان إستسلامنا التام وخنوعنا .

أم نبدأ نحن بكف حصارها لنا  والعمل على محاصرتها بشتى الوسائل  .

– لقد كنا نحاصر إسرائيل إقتصاديا ونقاطع من يتعامل معها واليوم تقوم أمريكا ودول متواطئة مع إسرائيل  بإعتبار اللجنة الوطنية الفلسطينية  للمقاطعة BDS منظمة عنصرية بل إرهابية .

وفي الوقت الذي تقر فيه البرلمانات الأوروبية مقاطعة منتجات المستوطنات الأسرائيلية نجد هرولة عربية للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي … وعلينا أن نعود لمحاصرة الكيان الإسرائيلي بمقاطعته إقتصاديا وسياسيا ووقف كل أشكال التطبيع معه .

– عمل الكيان الإسرائيلي على جمع التبرعات والهبات من منظمات ومؤسسات صهيونية ودول متصهينة لدعم مشروعه الإستعماري الإحلالي ، بينما أوقفنا نهج إقتطاع مساهمات الفلسطينيين العاملين في دول الخليج العربي لصالح قضيتهم الفلسطينية ونضالات منظمة التحرير الفلسطينية بل زدنا على ذلك بوقف كافة المساعدات للسلطة الوطنية الفلسطينية وأصبحت قرارات المساعدة وعودا  عصية التحقيق ، وحبرا على ورق يذهب في غياهب الأدراج .

ولمحاصرة عدونا الغاصب ماعلينا إلا العودة إلى فتح باب الدعم الطوعي للمواطن الفلسطيني والعربي والمؤسسات والمنظمات العربية  لدعم نضالات الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده في أرضه ووطنه .

– حاصرونا و حاصروا العالم ببكائيتهم ” الهولوكوست ” و ” كذبة أن العرب سيلقونهم في البحر  ” ونحن لم نخدم بكائياتنا هولوكستنا الفلسطيني الذي أوغلت أيديهم في صناعته منذ مذبحة دير ياسين وقبل دير ياسين بسنوات عديدة مرورا بمذبحة صبرا وشتيلا ودون توقف لمذابحهم في غزة والضفة وإغتيالاتهم المتكررة لقادتنا وعلماءنا وسطوهم على مكونات هويتنا الوطنية “ثقافتنا وطعامنا وزينا وموسيقانا و أغنياتنا وألحاننا ” .

ولابد لنا من  إبراز تفاصيل الهولوكست الذي تعرض له    أبناء الشعب الفلسطيني على أيدي العصابات الصهيونية الآرغون والهجانا ومازالوا يتعرضون له على أيدي جنود الكيان الغاصب لكل دول العالم والإنسانية جمعاء ، ولا بد لنا من مؤازرة نضالات الفلسطينين في الدفاع عن مكونات هويتهم وثقافتهم الوطنية  في معركتهم التي  يدور رحاها على مدار الساعة وفي كل مكان وزمان  .

– قاتلونا بكل وسائل الإعلام ومايزالون ” السينما والتلفزيون ووسائل التواصل الألكتروني ” وقد شكلوا لقتالنا بواسطتها خلية أزمة دائمة الإنعقاد تتكون من مجموعة من خبراء علوم الإتصال وعلم النفس السلوكي ونجوم المهن الفنية ذو  التأثير بالمجتمعات العالمية ،  فقلبوا الحقائق ، وزيفوا الوقائع والتاريخ ، ولم يتوقفوا حتى الآن .

ولكن المعيب أن تتحالف معهم سلاسل وسائل الإعلام العربية المتصهينة التي تبث رسائلهم المباشرة وغير المباشرة التي تأتي بلقاءات مع رموز الكيان الغاصب وخبراءه السياسيين في نشرات أخبار محطاتنا الإخبارية أو ضمن الأفلام السينمائية والتلفزيونية التي تبثها محطاتنا المتخصصة  والشاملة .

ولابد لنا أن نأخذ أمر محاصرتهم بهذه الوسائل على محمل الجد ونقوم بمحاكاة تجربتهم ومواجهتهم بنفس أساليبهم عملا بمبدأ  ” وداوها بالتي كانت هي الداء ”

– هاجمونا بحرب شعواء بواسطة أجهزة المخابرات وتجنيد العملاء وإختراق مجتمعاتنا بإفسادها وإلهاءها بالدعارة والمخدرات وحرف إهتمامات شبابنا من الإهتمام بالقضايا الوطنية والعلم والعمل والتفكير بالأولويات الوطنية  إلى الاهتمام بسلوكيات الثقافة الإستهلاكية و الإهتمام بكل ما يبعدهم عن دعم قضايا مجتمعاهم والمساهمة ببناءها  والإهتمام بتوافه الأمور والحلم بما يوصلهم إلى الشهرة والمال .

ولابد لنا من العمل على تحصين شبابنا من الوقوع في شباك مخططات عدوهم الشيطانية التي تستهدفهم بكشفها لهم وتثقيفهم بأهدافها .

– تفوقت إسرائيل عسكريا منذ تأسيسها إلى هزيمتها في معركة الكرامة الخالدة ثم دأبت بإستخدام أساليب العربدة العسكرية بهجمات جوية خاطفة هنا وهناك ضد دول جوارها العربي ولكننا اليوم نستطيع شل يد إسرائيل العسكرية الطولى في المنطقة عن طريق تحقيق توازن الردع من خلال إنتاجنا لأسلحتنا العسكرية الرادعة  من مسيرات بلا طيار إلى إنتاج الصواريخ البلاستية  وغيرها من الأسلحة ممكنة التصنيع التي يمكن لأي أمة من إنتاجها حاليا لتوفر تقنياتها والكوادر التي تملك المعرفة اللازمة لإنتاجها وبأقل التكاليف .

– دأبت القوى المتحالفة مع الكيان الغاصب كالولايات المتحدة الأمريكية في الإلتفاف على حركة الربيع العربي وإمتلاك المواطن العربي لحريته وديموقراطيته ودمرت البلاد والعباد لإفهامنا بأن ديكتاتورياتنا أفضل لنا من المطالبة بحرياتنا بإعتبارها تضمن لنا الأمن والأمان وإستقرار فقرنا وعجزنا وإستبداد  السلطات بنا ،  وهذه مقولات مغلوطة فالجماهير العربية قادرة على تحقيق حرياتها ونظمها الديموقراطية وإستقلال قرارها الوطني وعدم تبعيتها للمساعدات المالية والحماية العسكرية  عاجلا أو آجلا  .

”  وبعد كفوا حصارهم لنا فكما سئمتم سئمنا  ”

 

 

مقالات ذات صلة