السخاء المريب والخطيئة الأصلية.. الصين تتمدد تحت غطاء “الدبلوماسية الصحية” وأوروبا تبدي استياءها
مارس 31, 2020
حرير – لم يعد بعض المسؤولين الأوروبيين يخفون استياءهم من القوة العظمى الصينية المتهمة بالتمدد جيوسياسيا تحت غطاء “الدبلوماسية الصحية” والسخاء في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.
والأحد الماضي، اتهمت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية أميلي دو مونشالان الصين، وكذلك روسيا؛ “باستغلال” مساعداتهما الدولية و”إبرازها”.
وفي 24 مارس/آذار الجاري، أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن استيائه من “الصراع العالمي على كيفية رواية الأحداث”، و”الصراع على السلطة” القائم عبر “تشويه” الوقائع وسياسة السخاء”.
وذكّر بأنه إذا كانت هناك اليوم “محاولات لتشويه سمعة أوروبا، ففي يناير/كانون الثاني الماضي كانت الأزمة الصينية متركّزة في هوبي، وتفاقمت بسبب إخفاء مسؤولين في الحزب (الشيوعي) الصيني معلومات أساسية”. وأضاف أن “أوروبا قدّمت المساعدة للصين كما تفعل الأخيرة اليوم”.
ورأى أن الصين تقوم أيضا “بتمرير رسالة بشكل هجومي، مفادها أنها على عكس الولايات المتحدة شريك مسؤول وموثوق”.
وأمس الاثنين، اعتبرت الصين أن هذه الاتهامات الأوروبية “مثيرة للضحك”. وردّت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ بالقول “سمعتُ مرات عدة الغربيين يذكرون كلمة “دعاية” بالنسبة إلى الصين؛ وأرغب في أن أسألهم: عما يتحدثون تحديدا؟”
وتساءلت: “ماذا يريدون؟ أن تبقى الصين مكتوفة اليدين أمام هذا الوباء الخطير؟”
ويُشتبه في أن تكون القوة الآسيوية العظمى -التي يبدو أنها تمكنت من احتواء الفيروس على أراضيها- تستغل “دبلوماسية القناع” للتباهي بنموذج قوتها.
حملة غير مسبوقة
وفي مذكرة تناول فيها “طرق الحرير الصحية”، يوضح المحلل أنطوان بونداز أن بكين -التي طلبت من الاتحاد الأوروبي التكتم عندما قدّم لها المساعدة- تقوم بعكس ذلك، وتسلط الضوء على ما تقوم به في “حملة إعلامية غير مسبوقة”.
ويقول إن الصين تستند في ذلك إلى سلسلة مبادرات قامت بها أخيرا، وهي: “هبة قدرها عشرون مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية، وإرسال خبراء في الطب إلى إيران وإيطاليا، وبناء مختبر في العراق، وإرسال أجهزة فحص إلى الفلبين، ومعدات وقائية إلى باكستان وفرنسا”.
وتقود سفارة الصين في فرنسا حملة دعائية للنظام السياسي الصيني، و”لنجاحه” في المعركة ضد كورونا المستجد.
وكتبت على موقعها الإلكتروني “بعض الأشخاص معجبون كثيرا بالنجاحات التي حققتها الحكومة الصينية؛ يحسدون كفاءة نظامنا السياسي، ويكرهون عجز بلادهم عن القيام بالأمر نفسه!”
لم يعد بعض المسؤولين الأوروبيين يخفون استياءهم من القوة العظمى الصينية المتهمة بالتمدد جيوسياسيا تحت غطاء “الدبلوماسية الصحية” والسخاء في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.
والأحد الماضي، اتهمت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية أميلي دو مونشالان الصين، وكذلك روسيا؛ “باستغلال” مساعداتهما الدولية و”إبرازها”.
وفي 24 مارس/آذار الجاري، أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن استيائه من “الصراع العالمي على كيفية رواية الأحداث”، و”الصراع على السلطة” القائم عبر “تشويه” الوقائع وسياسة السخاء”.
وذكّر بأنه إذا كانت هناك اليوم “محاولات لتشويه سمعة أوروبا، ففي يناير/كانون الثاني الماضي كانت الأزمة الصينية متركّزة في هوبي، وتفاقمت بسبب إخفاء مسؤولين في الحزب (الشيوعي) الصيني معلومات أساسية”. وأضاف أن “أوروبا قدّمت المساعدة للصين كما تفعل الأخيرة اليوم”.
ورأى أن الصين تقوم أيضا “بتمرير رسالة بشكل هجومي، مفادها أنها على عكس الولايات المتحدة شريك مسؤول وموثوق”.
وأمس الاثنين، اعتبرت الصين أن هذه الاتهامات الأوروبية “مثيرة للضحك”. وردّت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ بالقول “سمعتُ مرات عدة الغربيين يذكرون كلمة “دعاية” بالنسبة إلى الصين؛ وأرغب في أن أسألهم: عما يتحدثون تحديدا؟”
وتساءلت: “ماذا يريدون؟ أن تبقى الصين مكتوفة اليدين أمام هذا الوباء الخطير؟”
ويُشتبه في أن تكون القوة الآسيوية العظمى -التي يبدو أنها تمكنت من احتواء الفيروس على أراضيها- تستغل “دبلوماسية القناع” للتباهي بنموذج قوتها.
حملة غير مسبوقة
وفي مذكرة تناول فيها “طرق الحرير الصحية”، يوضح المحلل أنطوان بونداز أن بكين -التي طلبت من الاتحاد الأوروبي التكتم عندما قدّم لها المساعدة- تقوم بعكس ذلك، وتسلط الضوء على ما تقوم به في “حملة إعلامية غير مسبوقة”.
ويقول إن الصين تستند في ذلك إلى سلسلة مبادرات قامت بها أخيرا، وهي: “هبة قدرها عشرون مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية، وإرسال خبراء في الطب إلى إيران وإيطاليا، وبناء مختبر في العراق، وإرسال أجهزة فحص إلى الفلبين، ومعدات وقائية إلى باكستان وفرنسا”.
وتقود سفارة الصين في فرنسا حملة دعائية للنظام السياسي الصيني، و”لنجاحه” في المعركة ضد كورونا المستجد.
وكتبت على موقعها الإلكتروني “بعض الأشخاص معجبون كثيرا بالنجاحات التي حققتها الحكومة الصينية؛ يحسدون كفاءة نظامنا السياسي، ويكرهون عجز بلادهم عن القيام بالأمر نفسه!”
تشغيل الفيديو
ويرى الخبير الفرنسي في الجيوسياسة فرانسوا هيسبورغ أن كل ذلك “غير مقبول على المستوى الدبلوماسي”. وأضاف أن “صدقية الجمهورية الشعبية على المحك”، حتى لو لم ترسل بكين مثل هذه الرسائل بشكل مباشر.
ويأتي الصراع حول كوفيد-19 بعد الصراع من أجل السيطرة على المعابر البحرية في بحر جنوب الصين، أو من أجل الوصول إلى خدمة إنترنت الجيل الخامس، وهو تحد إستراتيجي جديد لعالم الاتصالات.
“ومنذ سبع سنوات، تخوض الصين منافسة شرسة بين الأنظمة السياسية، واغتنمت كل فرصة وطنية أو دولية لإظهار التفوّق المفترض لنظامها”، وذلك وفق أليس إيكمان، المحللة المسؤولة عن شؤون آسيا في معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية.
الخطيئة الأصلية
بدوره، يرى الخبير فرانسوا هيسبورغ أن بكين تريد أيضا “التخلّص -في الداخل كما في الخارج- من الخطيئة الأصلية”، المتمثلة في ظهور الفيروس على أراضيها.
ويقول مصدر دبلوماسي أوروبي إنه ينبغي رؤية إذا كانت رواية الصينيين للأزمة ستُقنع، متوقعا أنهم إذا خرجوا من الأزمة بسرعة -خاصة على الصعيد الاقتصادي- “فسيكون ذلك بقوة وثقة مضاعفة”.
وتلاحظ إيكمان أنه “حتى لو بدأت التصريحات بشأن مصدر الفيروس والتغطية الإعلامية المبالغ فيها للمساعدات الصينية تتحوّل إلى انتقادات ضد الصين، فإن دولا أخرى تستمرّ في إظهار قربها من بكين في السياق الحالي”، ومن بين هذه الدول روسيا وإيران وباكستان والجزائر”.
وتستخدم روسيا أيضا “قوّتها الناعمة” في هذه الكارثة الصحية، مجازفة باحتمال تقديم معلومات مضللة، وفق منتقديها.
وانتشر عسكريون روس -بينهم كثير من الضباط- في المناطق الأكثر تضررا في شمال إيطاليا، الأمر الذي يثير مخاوف في الأوساط السياسية والعسكرية.
وعلى هذا الوضع، علق الرئيس السابق للقيادة الإيطالية المشتركة للعمليات الجنرال ماركو بيرتوليني قائلا “لا نرفض المساعدات، لكن يجب أن نبقى أيضا متيقظين كثيرا. منطقة المتوسط -في شرقها ووسطها- أرضية صراع على الهيمنة، من سوريا إلى ليبيا”.
ويرى الخبير الفرنسي في الجيوسياسة فرانسوا هيسبورغ أن كل ذلك “غير مقبول على المستوى الدبلوماسي”. وأضاف أن “صدقية الجمهورية الشعبية على المحك”، حتى لو لم ترسل بكين مثل هذه الرسائل بشكل مباشر.و
يأتي الصراع حول كوفيد-19 بعد الصراع من أجل السيطرة على المعابر البحرية في بحر جنوب الصين، أو من أجل الوصول إلى خدمة إنترنت الجيل الخامس، وهو تحد إستراتيجي جديد لعالم الاتصالات.”
ومنذ سبع سنوات، تخوض الصين منافسة شرسة بين الأنظمة السياسية، واغتنمت كل فرصة وطنية أو دولية لإظهار التفوّق المفترض لنظامها”، وذلك وفق أليس إيكمان، المحللة المسؤولة عن شؤون آسيا في معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية.
الخطيئة الأصليةبدوره، يرى الخبير فرانسوا هيسبورغ أن بكين تريد أيضا “التخلّص -في الداخل كما في الخارج- من الخطيئة الأصلية”، المتمثلة في ظهور الفيروس على أراضيها.
ويقول مصدر دبلوماسي أوروبي إنه ينبغي رؤية إذا كانت رواية الصينيين للأزمة ستُقنع، متوقعا أنهم إذا خرجوا من الأزمة بسرعة -خاصة على الصعيد الاقتصادي- “فسيكون ذلك بقوة وثقة مضاعفة”.
وتلاحظ إيكمان أنه “حتى لو بدأت التصريحات بشأن مصدر الفيروس والتغطية الإعلامية المبالغ فيها للمساعدات الصينية تتحوّل إلى انتقادات ضد الصين، فإن دولا أخرى تستمرّ في إظهار قربها من بكين في السياق الحالي”، ومن بين هذه الدول روسيا وإيران وباكستان والجزائر”.
وتستخدم روسيا أيضا “قوّتها الناعمة” في هذه الكارثة الصحية، مجازفة باحتمال تقديم معلومات مضللة، وفق منتقديها.وانتشر عسكريون روس -بينهم كثير من الضباط- في المناطق الأكثر تضررا في شمال إيطاليا، الأمر الذي يثير مخاوف في الأوساط السياسية والعسكرية.
وعلى هذا الوضع، علق الرئيس السابق للقيادة الإيطالية المشتركة للعمليات الجنرال ماركو بيرتوليني قائلا “لا نرفض المساعدات، لكن يجب أن نبقى أيضا متيقظين كثيرا. منطقة المتوسط -في شرقها ووسطها- أرضية صراع على الهيمنة، من سوريا إلى ليبيا”.