بلجوئنا للتمويل ولو من الشيطان تعبر نتفلكس وغيرها

حاتم الكسواني

يخطأ كثير من الفنانين عندما يعتقدون بانهم يفعلون خيرا عند إنتاج فيلم يتناول قضايانا من وجهة نظرهم الأحادية المسطحة، التي لا تأخذ بالإعتبار كافة جوانب الموضوع من خلال نظرة شمولية ثلاثية الأبعاد.
في فيلم صالون هدى ظن كاتب الفيلم ومخرجه ومن شارك بالتمثيل به انهم يحذرون مجتمعهم  من ظاهرة الوقوع بحبائل المخابرات الإسرائيلية .

ولم يقدم الفيلم مخادعي المخابرات الإسرائيلية واساليبهم  القذرة في استغلال الناس، بل قدم الفيلم رجال المقاومة بصورة شائهة كعناصر فوضوية تقتحم المنازل بطريقة زائر الفجر, وتحقق وتحكم علي الناس ميدانيا فتحرق شخصا سخيفا وقع بحبائل هدى التي استخدمته كدمية ” موديل” يقوم بمهمة قذرة وهو ان يتصور عاريا بجانب من تقوم بتخديرهن وتعريتهن وتهديدهن بالتعامل مع مخابرات الإحتلال وإلا يتم نشر صورهن على الملأ،.
وبعد انتزاع محقق المقاومة غير معروفة الهوية والإنتماء كل المعلومات التي يريدها من الحاقدة على مجتمعها  هدى  بسبب سوء معاملة زوجها لها  يامر رجاله بقتلها رميا بالرصاص.
اعتقد بان التحصين لا يتم بهذه الطريقة الشائهة التي تقدم الظواهر التي لا تستند الى حالة واقعية بدلا من معالجة اسبابها فنيا حتى لو  كانت واقعية ومعروفة لدينا، ولا يكون بالإضرار بقطاع خدمي كقطاع صالونات التجميل والعاملين به والذي قطعا لا يخلو من عناصر وطنية ومقاومة.
رسائل التوعية والتحصين رسائل ذكية لها اسسها ومعاييرها واساليبها، فيكفي ان تُعلي هذه الرسائل الحس الوطني للمواطن الفلسطيني، وان تبرز الضرر الحتمي الذي يلحق بمن يتعامل مع الإحتلال كما يلحق بكافة افراد عائلته من بعده.
واقع الأمر فإن قضايا كثيرة تحتاج الى المعالجة من خلال الأذرع الفلسطينية الفنية ليس اولها مواجهة السقوط بمطب بيع الأراضي للعدو الصهيوني ولا آخرها تحريض المجتمع الفلسطيني علي مقاومة الإحتلال ورفع كلفته شأننا بذلك  شان باقي الأمم الحية التي واجهت الإحتلال، ومرورا بالتحذير من اللجوء للتمويل الأجنبي واللجوء إلى شركات تمويل الإنتاج الفني الأجنبية التي تهدف إلى  تدمير عرى التماسك المجتمعي واستهداف القيم والثوابت الوطنية كشركة الإنتاج ” نتفلكس” التي عملت على خلخلة القيم الإيجابية وعلى إشاعة الرذيلة و الإنحلال الخلقي في اوساط المجتمعات العربية من خلال الأفلام التي  انتجت بدعمها ، وماافلام ” جن” و ” مدرسة الروابي” و “صحاب واعز” و ” صالون هدى” إلا  امثلة حية  لما تريد نتفلكس ان تصل إليه.

” فمن عدم وضوح رؤيتنا ، ولجوئنا للتمويل  ولو من الشيطان تعبر نتفلكس وغيرها”

مقالات ذات صلة