استياء واسع من منهاج الرياضيات والعلوم الجديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي

حرير – أثارت مناهج الرياضيات والعلوم الجديدة للصفّين الأول والرابع استياء واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي ضجّت بمنشورات وتغريدات تحذّر من تلك المناهج، بل وظهور دعوات لاعادة تلك الكتب “المترجمة” ورفض التعاطي معها لكونها لا تلائم الطلبة على الاطلاق.
موجة الغضب على منهاج كولينز البريطاني لم تتوقف عند أولياء أمور الطلبة، بل تجاوزتهم إلى النواب والأكاديميين والمعلمين وكثير من الغيورين على مستقبل الأجيال القادمة، حيث طالبوا الحكومة بضرورة فتح تحقيق تجاه الكارثة التي تنتظر طلبتنا ونظامنا التربوي مستقبلا.
وانتشر وسم #لا_لمنهاج_كولينز عبر مواقع التواصل الاجتماعي محدثاً ضجه كبيرة ومسجلاً أعلى القراءات والمتابعات خلال الأيام الماضية، فيما وجدت الدعوات لاعادة تلك الكتب صدى واسعا أيضا لدى كثير من الأهالي.
وطالب المشرف التربوي، علاء أبو طربوش، بتعطيل العمل بنظام المركز الوطني للمناهج واعادة الألق لادارة المناهج في وزارة التربية والتعليم، مشددا على أن “المركز الوطني للمناهج يمثّل اعتداء على ولاية وزارة التربية والتعليم وقانونها”.
وقال أبو طربوش: “المركز الوطني للمناهج ولد بموجب نظام أقرته الحكومة عام ٢٠١٧ وفي جوهره يعد هيئة مستقلة تضاف إلى الهيئات المستقلة التي تم تفريخها في العقدين الأخيرين، ويعدّ عمل المركز الوطني للمناهج اعتداء على ولاية وزارة التربية والتعليم وقانونها، ولو كان الوزراء في حكوماتنا رجال دولة حقيقيين وسياسيين لما قبلوا بتفريخ هذه الهيئات وسحب صلاحيات من وزاراتهم”.
وتابع النقابي البارز: “رسالتي السريعة إلى أصحاب القرار والغيورين على هذا الوطن ومستقبله هي تعطيل العمل بنظام المركز الوطني للمناهج وإعادة الألق لإدارة المناهج التابعة لوزارة التربية والتعليم وتحديد نقاط الضعف والقوة فيها، لأني لمست كتربوي عتيق إلى حد ما، أنه رغم الخلل في إدارة المناهج إلا أنها تبقى ارحم وذات شأن بموضوع المناهج اكثر من القائمين على المركز الوطني للمناهج”.
وعرض المعلم والكاتب، علي الحراسيس، أسباب رفض المناهج المستوردة، متسائلا فيما إذا كانت البلاد قد خلت من الكفاءات القادرة على انتاج مناهج أردنية ملائمة ومميزة، فقال: “المناهج المستورده لا تناسب البيئة الأردنية مطلقا ولا الصف المدرسي الذي يحوي أكثر من 40 – 50 طالبا في المرحلة الابتدائية، كما أنها تطلب من طالب الصف الاول ابتدائي كتابة النشاط والنتائج وهو أصلا لا يتقن كتابة الأحرف، مما يشكل عبئا نفسيا وضغطا على الطالب خاصة مع ارتفاع عدد التجارب والنشاطات في كراسة الطالب”.
وتساءل الحراسيس: “كيف ستكون هذه المناهج ملائمة لطلبة الأول في القرى والبادية والمناطق النائية، حيث لا بيئة مدرسية جيدة ولا وسائل تعليمية او مختبرات او ساحات او ادوات تساهم بتطوير الطلبة؟ مما سيشكل احباطا ومشاعر اكتئاب لآلاف الطلبة الذي سيترددون في النهوض الى المدرسة بنشاط وحيوية، ويبدو أن هذا ما يقصدون تحقيقه”.
واختتم حديثه بالقول: “خصخصة المناهج كما كان قبلها خصخصة التدريب ولاحقا العمل يجري لخصخصة التعليم الثانوي (الأول الثانوي والتوجيهي) والتعليم المهني، هو جزء من أجندة تفكيك المؤسسات وخصخصة التعليم”.
وعرض الأسير المحرر سلطان العجلوني صورة من الكتاب -مرفق أدناه- طلب فيها “شرحا ممن فهم المكتوب”، قائلا: “تصوّروا أن هذا ما يتوجب على أطفالنا بعمر 6 سنوات (الصف الأول) أن يفهموه!”.
وقال المعلم والناشط الشاب، ياسر المعادات: “التغيير الذي طرأ على مناهج العلوم والرياضيات للصفين الأول والرابع كان تغييرا شموليا، بحكم اللجوء الى ترجمة منهاج بريطاني جاهز، وعليه شاهدنا مناهج غير معبرة عن بيئتنا الواقعية أو التعليمية. لا بأس من التخصص في تعليم كل مادة دراسية، بحيث تعلم كل المادة وفق محتواها ولذاتها فقط، ولكن أن يتم تبرير اقحام مواد واستبعاد مواد لغاية الهجوم على معتقدات الناس وتسخيف وجودهم والاستهزاء بقيمهم، في مقابل الترويج لمواد ثقافية أجنبية مقحمة وفرضها على الناس، فلا يمكن تصنيف هذا الفعل إلا في سياق سلطوي قميء اعتاد فرض شروطه على حياة الناس واجبارهم على الخضوع لها”.
وغردت صفاء العمري قائلة: “إن المنهج جدا صعب على طالب الصف الأول ويحتاج إلى تأسيس سنة على أقل تقدير، كما لا يوجد به تدرج في المعلومة ولا اساس لها لتكون بداية للطالب، أضف الى ان معظم الطلاب لم يدخلوا روضات وصفوف ما قبل المرحلة الابتدائية”.
فيما ابدت هديل صديق استياءها من المنهاج الذي أصابها بالارتباك وتساءلت عن الطريقة التي تم تمرير المنهاج بها، فقالت: “انقلب راسي !!! شرح بالعربي وأرقام بالإنجليزي ومستوى يتعدى الصف الأول! من المسؤول؟ كيف مررت الوزارة هذه المناهج؟؟ ما في لجان تقييم قبل النشر؟”.
واشار عبدالله إلى المستوى المرتفع للمناهج والذي لا يلائم طفلا بالكاد تعلّم مسك القلم، فقال: “هناك أطفال لم يدخلوا روضة و للآن ما بعرف يمسك قلم ويحرك ايده ليرسم خط ليحفظ ارقام من 1-100؟؟ أو يعد قفزي وهو غير مدرك لمعنى رقم وكيفية رسمه ونطقه”.
وجاء في منشور لاحق لمحمد حسن مبيناً فيه اسباب حالة الاستياء العام: “المشكلة انه لم يتم تجهيز المعلمين باليات تدريس المنهاج الجديد للطلبة و الكثير منهم يتخبط في محاولة ايصال المعلومات لتلاميذه اما الاهالي فكثير منهم يحتاج الى تثقيف من وزارة التربية و توفير الموارد المناسبة عبر مواقع الكترونية او دليل لكيفية تدريس اطفالهم”.
وأكد محمد حسن الحاجة إلى تجهيز المعلمين والاهالي من خلال دورات وبرامج عبر المواقع الالكترونية لوقف حالة التخبط قبل اقرار المناهج، فقال: “المشكلة انه لم يتم تجهيز المعلمين باليات تدريس المنهاج الجديد للطلبة و الكثير منهم يتخبط في محاولة ايصال المعلومات لتلاميذه اما الاهالي فكثير منهم يحتاج الى تثقيف من وزارة التربية و توفير الموارد المناسبة عبر مواقع الكترونية او دليل لكيفية تدريس اطفالهم”.
واستنكرت صافي زوينات عبر تغريدتها ما صرح به المركز الوطني لتطوير المناهج بان النسخ التي تم توزيعها تجريبية، فقالت: “تجريبية، لكنها عُمّمت بنسبة 100% على مدارس القطاع العام والخاص دون تجربة قبلية”.
سحر القضاة رأت في منشور لها ضرورة عدم الاستمرار بالخطأ بحجة الضغوط المالية، فقالت: “المنهاج أثبت فشله والشكوى منه من كل المستويات الطالب والمعلم وولي الأمر لا يجوز الاستمرار في الخطأ تحت ضغط الكلفة المادية والخسارة التي كان يجب تفاديها بطباعة عينات تجريبية فقط ولكن ما حدث أن النسخة الأولى التجريبية طبعت وتم تعميمها على جميع المدارس”.
وطالب الكاتب الدكتور فطين البداد خلال مقالة نشرها بضرورة فتح تحقيق ومحاسبة المسؤول حول المعلومات التي ادلت بها النائب هدى العتوم خلال المؤتمر الصحفي تعقيباً على المؤتمر الصحفي الذي تحدثت خلاله عن المبالغ التي تم اهدارها لانتاج المناهج الجديدة مقابل مناهج كانت موجودة فعلا في مستودعات وزارة التربية والتعليم..

مقالات ذات صلة