الاسم “بن لادن” والهواية “توم وجيري”

الم لا يعرف الشفقة، قاسية قلوب جميع من بداخله، يتحدث بالأسلحة ولغته المفضلة هى الدماء، لا مكان للرحمة داخل من ينتمون إليه، عالم الإرهاب الذي لا دين ولا جنس له، والذي عانى من أفعاله أغلب بلدان العالم، قبل أن تكشف مقتنيات الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الوجه الآخر لهذا العالم.

في واقعة صادمة، كشفت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي أي إيه”، معلومات عن المواد التي تم الحصول عليها من مجمّع أسامة بن لادن، على حاسوب محمول “لابتوب”، يخص “بن لادن” في أثناء عملية تصفيته جسديًا في 2011.

حلقات لأفلام كرتون “توم وجيري” ولعبة “سوبر ماريو”.. تلك كانت محتويات حاسوب “بن لادن” الشخصي، بحسب وثائق “سي. أي. إيه” السرية، إضافة إلى حلقات للمسلسل الكوميدي البريطاني الشهير “مستر بين”.

وفي مفارقة طريفة، يشبه حال الزعيم السابق أسامة بن لادن، أسلوب السفاح في الفيلم المصري القديم “سفاح النساء” الذي أنتج عام 1970، والذي تدور أحواله حول “محسن” فؤاد المهندس، الذي يعمل صحفيًا ويكلفه مديره بعمل تحقيق صحفي يرفع من توزيع المجلة، فتقترح عليه خطيبته “شويكار”، بانتحال شخصية السفاح الذي يقوم بقتل النساء بسبب معاملة زوجة أبيه العنيفة له وتحطيمها لألعابه، ما دفعه للانتقام من النساء بعدما كبر، لتثبت بعدها التهمة على “محسن” ويتم القبض عليه، ويقوم السفاح بخطف خطيبته و يحاول قتلها.

“ماما زمانها جاية”.. هى كلمات الأغنية التي تهدأ من حالة سفاح النساء في الفيلم، والذي يقام بدوره الفنان حسين زايد، ويرجع ذلك لافتقاده لوالدته منذ الصغر، وتنزل عليه بمفعول السحر ليتحول غضب ذلك الغول ورغبته في القتل إلى ابتسامه بلهاء وسعادة غامرة، محتضنًا لدميته، ويقول بصوت طفولي “حرمت يا ماما”.

ومن “ماما زمانها جاية” إلى “توم وجيري”.. يظهر لنا الفن أن للإرهابيين والسفاحين وجه آخر خفي، ونقطة ضعف، يبعدونها دائمًا عن أعين الجميع، ليحافظوا على وتيرة الشر التي تملأ حياتهم، ويظل اختيارهم الدائم هو الدماء والعنف والخراب.

مقالات ذات صلة