مناعة فلسفية ضد الكورونا

بقلم الآء العمايرة

حرير –

 

في ظل التحليلات المتعددة والمتشابهة نوعاً ما لما شهده العالم إثر أزمة وباء الكورونا من قبل بعض المختصين في هذا المجال، كان من الواجب علينا أن نقوم بدورنا كأفراد ونحاول قدر الإمكان عدم السماح لأي كان بإفساد قدرة تحملنا لهذه الأزمة حفاظاعلى وطننا الحبيب. نحن الآن بحاجة أن نواجه هذه الأزمة من خلال افساح المجال للفلسفة بأن تأخذ دورها في معالجة هذا الوباء، لابد لنا من إعادة محاولات الفلاسفة في إحياء الفلسفة لتكون حاضرة في واقعنا المؤلم الذي نعيشه الآن. إن خوف البشرعلى حياتهم وتقلص أمنيات الافرد التي باتت تقتصر على العودة لحياة عادية نلتقي بها مع الآخرين ،  نخرج إلى الأماكن دون خوف، نتشارك مع احبتنا مشاعر الفرح و الحزن دون قلق جماعي، إن العودة لهذه الحياة العادية التي ربما كانت لاتعجب الكثيرين لا تتطلب فقط استخدامنا للمعقمات، وتخصيص غرف للحجر والعزل الصحي، بل تتطلب إعادة تأسيس شامل لمعنى الحياة داخل كل فرد من المجتمع، وان ندرك أننا نستحق أن نعيش حياة مليئة بالصحة النفسية والسعادة، والكرامة أيضاً، حياة خالية من هذا الوباء من خلال بعض الالاعيب الفلسفية التي حتما ستساعدنا بمواساة أنفسنا، وتجعلنا على يقين تام بأن الإنسان في ظل هذه الظروف الصعبة هو سيد نفسه وهو الأقدر على التفكير بوسيلة تساعده على هزيمة التشتت الداخلي والخوف الهستيري من هذا القاتل المجهول الذي يهدد البشر ومستقبلهم.

يجب على كل فرد فينا ان يكون “قائد نفسه” و أن لانريد مالا نريد في لحظات تُغيب فيها عقولنا في التعامل مع هذا الوباء لنجد أنفسنا في فخ ما كنا نخشاه، وكما قال فيلسوف العرب”الكندي” والذي كان له فضل كبير في تطور الفلسفة ما مفاده ” نحن لا نريد أن نحزن ومع ذلك نفعل ما يحزننا” وهذا هو حالنا الآن للأسف، نحن لا نريد أن نصاب بفيروس الكورونا، لكننا نلقي أنفسنا في أحضانه في كل ممارسة خاطئة نقوم بها.علينا أن نتذكر شوارعنا التي عم عليها الصمت وانها تنتظر منا ان نعيد لها الحياه والنبض.فلنراجع أنفسنا ونضعها بالمكان الصحيح في هذه الفترة لأن هذا الوطن بأمس الحاجة الآن لمواطنين أسوياء نفسياً للنهوض به، بدلاً من ان يكونو عبئاً عليه. لقد آن الآوان لتطبيق ماتعلمناه في الفلسفة أم المعارف في كيفية الإنتقال بالحب من حب الأنا الى الأنت، ومن الذات إلى الغير، والتقليل من التأثير والتفكير السلبي الذي أرهق صحتنا النفسية والعقلية، والتخلص من الخوف الذي يحيط بنا جراء خطورة وسرعة انتشار هذا الوباء الذي دمر البنية الإجتماعية والإقتصادي في المجتمع بتعزيز شعورنا بالمسؤولية تجاه أنفسنا ومن نحب، وأن لا نعطل أنفسنا من الداخل ونكون على قدر عالي من فهم عالي يساعدنا على ادراك فلسفة أنفسنا وجسدنا.

إن أزمة وباء الكورونا لن تكون أزمة خالدة، لأن لكل بداية نهاية، وكل شيء الى زوال وهذه حقيقة، علينا أن ندرك أن المسألة ليست أكثر من مجرد وقت.فلنكن يدا بيد ضد هذا الوباء.

مقالات ذات صلة