فرخة الداعية… أحمد حسن الزعبي

 

مجرد ظهور داعية معروف في إعلان منتج “دجاج” والترويج له بطريقة فجّة ، كان مدعاة لسخرية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين ، وإعلان الطلاق البائن بينونة كبرى بين العقل والعاطفة ، فبعد أن كان بعض نجوم الدعاة يستدرّون دموع الطيبين البسطاء ببرامجهم المدفوعة مقدّماً..لم ينجحوا في تزوير فطرة متابعيهم النقية السليمة ولو بمديح “فرخة” أو مكعّب شوربة..

المصيبة ليست في استغلال داعية شهير ثقة متابعيه ومريديه لتسويق المنتجات لهم وحسب ، بل بمحاولات ربط “البزنس” بالدين ،و محاولة ليّ عنق الحكم الشرعي ليدخل في الجيبة ، كل شيء يريدون تطويعه من خلال الروحانيات ليغطوا على طمع الدنيا وانكشاف حقيقتهم المغايرة أمام الناس..

وبناء على دعاية الأخ ، أنا مثلاً لا استطيع أن أتخيل أن الدجاج الفرنسي المجمّد الذي اشتريه هو دجاج فاجر فاسق وانه يوسوس لي بارتكاب المعاصي أثناء صلاة التراويح ،عكس دجاج فضيلته المؤمن الوقور المحتشم المتربّى تربية حسنة والذي يرفع من روحانياتي أثناء قيام الليل!!..كما أنني لا أستطيع أن أربط بين سلوكي وإيماني وسلوك وإيمان الدجاجة ، بالآخر هي مجرّد وجبة في طنجرة وليست زوجة صالحة سأعيش معها العمر كله لأظفر بذات الدين ، لذا لا يعنيني كثيراً إذا ما “باركها العمو عمرو” ، أو شهد أنها أدت “عمرة” معه في رمضان الماضي أم أنها دجاجة برازيلية متحررة..هي ستسلق وسيقطع فوقها البصل والبطاطا ، و لن تخرج عليّ في طيق الإفطار وهي ترتدي “يانس الصلاة” كما لن تفتن أفراد العائلة “بالمايوه”!! هي مجرد دجاجة ..أرجوكم اتركوا الدين وروحانياته وعلاقة العبد بربّه بعيداً عن قيم عقودكم مع شركات الإعلان!.

داعية آخر من الذين يملكون المتابعة بالملايين بينما كان القصف على أشدّه في سوريا واليمن استخدم حسابه الشخصي للإعلان عن الأدوات المنزلية والطناجر وصواني الستانلس ستيل، لكنّه كان أكثر حصافة من صديقنا السابق فلم يقل من “اقتنى طنجرة تيفال فقد ملك الأرض وما عليها ” ولم يقل : ” الطنجرة الواسعة خير من الطنجرة الضيقة”..كما لم يدحش الخشوع بالملاعق، ولا معركة ذات الصواري بمعركة ذات الصواني..فقط وضع صور الطواسي والسكاكين فوق الأقوال المأثورة في صفحته..

لا أحد يمنعكم أن تمارسوا تجارتكم او تحسّنوا دخولكم ، هذا مسعى مشروع لكل البشر لكن لا تستخدموا الدين طريقاً وستاراً لنزواتكم انتم..اتركوه في قدسيته ورفعته بعيداً عن “فراخكم وطناجركم”..اتركوا الدين لله وحده..وأوقفوا تزوير المشاعر والشعائر بالأصوات المرتجفة والدموع الاصطناعية…

مقالات ذات صلة