لهذه الأسباب تحدث الرئيس عن أيام وأسابيع وشهور صعبة

الأثر الاقتصادي لوباء كورونا أخطر من الوباء نفسه على الأردن، وإذا كنا نفتخر بما تفعله الدولة، فأن علينا ان لا نتعامى عن الكلفة الاقتصادية الأصعب التي على الاغلب تدفع الرئيس للتصريح بمثل هذا الكلام، وهذا يفرض علينا جميعا التصرف بمسؤولية، وان ندعو الله ان ترتفع هذه الغمة عنا، قريبا، وان نتجاوز هذا الامتحان، وانا اعتقد وهذا مجرد رأي شخصي انه لم يكن يتحدث عن الوباء واستمراره وتوسعه خلال الشهور المقبلة، بقدر حديثه عن كلفة الوباء الاقتصادية داخليا وإقليميا وعالميا، في ظل المعادلات التي نراها، وربما مخاوفه التي قيلت بشكل ناعم ترتبط بالحسابات اذا استمرت ازمة كورونا لوقت ااطول.
أولا- عوائد الخزينة من ضريبة البنزين والمشتقات النفطية تتجاوز المليار دينار، وعليكم ان تتأملوا كلفة توقف أكثر من مليون سيارة دون حركة، بمعنى أن استهلاك البنزين سيتوقف الى حد كبير، وهذا يعني ان الضرائب التي تجمعها الحكومة من البنزين وغيره، سوف تتوقف او تنخفض الى حد كبير جدا، هذا على افتراض انتهاء الازمة قريبا، فما بالنا لا سمح الله لو تمدد الوباء.
ثانيا- عوائد الخزينة من الجمرك مرتفعة، لكن اغلب عمليات الاستيراد توقفت بسبب الظرف عدا السلع الغذائية والأدوية، وهذا يعني ان تحصيلات الخزينة سوف تنخفض من أموال الجمارك، خصوصا، اذا استمرت هذه الازمة.
ثالثا- عوائد الخزينة من الضرائب ومن ضريبة المبيعات، سوف تنخفض الى حد كبير بسبب اغلاق مئات الاف المحلات التجارية والشركات والمؤسسات وتوقف النشاط التجاري، بما يؤثر على تحصيلات الخزينة من الضرائب
رابعا- تأثر الأردن بما يجري في الجوار، اذ سوف نجد انفسنا امام إشكالات في قطاع الزراعة، السياحة، وغير ذلك وهذه قطاعات بحاجة الى انقاذ أيضا، فيما الخزينة تعاني أصلا من العجز والمديونية فوق الظروف المستجدة.
دون توتير للعصب العام، وبث للشك والإحباط، فأن الازمة كبيرة في العالم، وتترك اثرا على الأردن، إضافة الى ما تمت الإشارة اليه أعلاه، بما يؤثر على توفر المال وسداد قروض الخزينة والالتزامات وغير ذلك من نفقات حكومية.
رئيس الوزراء تحدث تلميحا فقط، ولم يتحدث صراحة، وهو يعرف ان 66 بالمائة من الموازنة من الضرائب، وهو هنا سيجد نفسه مع الفريق الحكومي امام تغيرات كبرى على الموازنة والتوقعات فيها، فنحن امام موازنة جديدة.
نحن في فترة حساسة جدا، وندعو الله، ان نتجاوز هذه الفترة، قريبا، لان استمرارها سيؤدي الى كلف كبيرة، ونحن نرى الإجراءات التي تتخذها الحكومة للتخفيف عن القطاع الخاص والناس وتأجيل القروض، واقتطاعات الضمان وغير ذلك، لمعرفة الحكومة بالكلفة الاقتصادية التي يمكن ان تنخفض جزئيا اذا انتهت ازمة كورونا قريبا، وهذا هو مخرج النجاة لدول العالم، أي انتهاء الوباء.
الأردن اليوم بحاجة الى مساعدة ماليا من العرب والعالم، وهذا الكلام يقال صراحة، وقد لا يعجب البعض هذا الكلام، لان الاستغراق فقط بالجانب الإيجابي من الازمة قد يجعلنا لا نرى الكلف الصعبة، التي تراها الحكومة وتحاول ان تستبقها بقرارات تصدرها، فيما الأهم الفترة المقبلة بما يعنيه ذلك على كل الأصعدة.
حمى الله الأردن، وجنب شعبه كل سوء، اللهم اجعلنا في عينك التي لا تنام.

بقلم ماهر ابو طير

مقالات ذات صلة