موسم الهجرة إلى تل أبيب… محمد عمارة العضايلة

حينما كتب الطيب الصالح روايته موسم الهجرة الى الشمال في مطلع ستينيات القرن العشرين كانت روايته من اجمل مئة رواية عربية كتبت في العصر الذهبي للسياسة العربية، عصر التحرر والثورة على المستعمر بكل اشكاله ومسمياته، عصر بحث الناس والجماهير العربية عن الحرية والعدالة الاجتماعية، كتبها مصورا واقع وحياة الجنوب وفقره للحرية بكل مسمياتها وللنظرة الدونية للحياة والآخر ومصورا الصراع و التناقض بين الشمال والجنوب.

وما نراه اليوم في زمن الكورونا من تهافت عربي لافت لرؤية تل ابيب والارتماء في احضان الصهاينة إلا تعبيرا واضحا عن تلك النظرة الدونية لواقعهم والبحث عن مخلص وحام لهم من السقوط بكل مسمياته.

إن التهافت العربي نحو التطبيع مع المحتل كشف سوءات وعورات تلك الأنظمة وأزاح عنها كل غطاء، ومنح الصهاينة صكوك غفران، وشرعن لهم احتلال الارض العربية المقدسة واذلال الأهل في فلسطين الروح والهوية.

إن ما يجري هو خيانة لتاريخ وهوية الأمة وانهيار واضح لابعادها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. فالعقال العربي اللاهث نحو الهجرة لتل ابيب وقراءة ماتيسر من التلمود عند مايسمى بحائط المبكى إلا تعبير عن التردي والضياع الذي تعيشة الأمة المنكوبة بزعاماتها الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة.

إننا ونحن نودع عام الحزن والوباء والفقر والتراجع ندعوا كل المطبعين والمصافحين للصهاينة إلى التراجع و تعقيم اياديهم وانفسهم من هذا الوباء الذي وشح الامة بالسواد واما شعوبنا من الماء إلى الماء فنقول لهم ما قاله الفيلسوف العربي الجزائري مالك بن بني ” عندما تضع لجاما على فمك سيضعون سرجا على ظهرك” فآنهض قبل فوات الأوان…. فحينها لا ينفع الندم

مقالات ذات صلة