المخيمات الفلسطينية .. والكتاب الوثيقة

بلال حسن التل

في خضم الهجمة المتعددة الرؤوس، على قضية فلسطين بهدف تصفيتها من خلال تصفية رموزها وكل مايذكر بها، في خضم هذه الهجمة والمتمثلة بالعدوان الاسرائيلي الهمجي على قطاع غزة،في محاولة إسرائيلية بائسة لوقف تداعيات معركة طوفان الأقصى، وأولها ايناع شجرة الأمل في أبناء أمتنا، وبالتوازي مع استمرار العدوان الاسرائيلي الهمجي على قطاع غزة يجري التنكيل اليومي الذي يمارسه العدو الاسرائيلي في الضفة الغربية، وهما العدوان و الممارسات الإجرامية المدعومان من الدول الغربية، وهو الدعم الذي كانت آخر تجلياته انخراط الدول الغربية في عملية قتل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأؤنروا) من خلال تجفيف منابع تمويلها لشل قدرتها على تقديم الخدمة لأبناء فلسطين ممن شردتهم الحركة الصهيونية ورعاتها الغربيين من بلادهم، كل ذلك بهدف تصفية قضيتهم .

في خضم ذلك كله تبزغ من الاردن شعلة نور متجسدة بكتاب هو أقرب مايكون ل(كتالوج)، ودليل ارشادي لما يجب أن يكون عليه مستوى الخدمات، ولكل ما يجب أن يقدم لسكان مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، حفظا لكرامتهم، إلى حين عودتهم إلى وطنهم وإقامة دولتهم المستقلة و عاصمتها القدس.

والكتاب الذي اتحدث عنه اليوم هو كتاب (المخيمات الفلسطينية في كنف الرعاية الهاشمية) ، الذي اعدته واصدرته دائرة الشؤون الفلسطينية المرتبطة بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، وهو ارتباط ذكي يجسد موقف الأردن وفهمه لقضية اللاجئين الفلسطينيين، باعتبارها قضية سياسية، لا مجرد قضية خدمات. ومن ثم فان بقاء المخيمات الفلسطينية و إستمرارها، هو استمرار بالتذكير بحق العودة لأبناء فلسطين إلى وطنهم، وإقامة دولتهم الحرة المستقلة على كامل ترابهم الوطني وعاصمته القدس .

ما ان تقع عين القارئ على الكتاب حتى يلمس طبيعة النظرة الأردنية للمخيمات، فالكتاب في غاية الفخامة من حيث الاخراج والمضمون، وهو إخراج يجسد طبيعة نظرة الاردن إلى مستوى الخدمات التي يجب أن تقدم للمخيمات الفلسطينية، بدء من غلاف الكتاب الذي يلخص تاريخ علاقة الهاشميين بقضية فلسطين، والذي صممة بذوق رفيع المدير العام لدائرة الشؤون الفلسطينية المهندس رفيق خرفان، الذي اشرف على كل مراحل أعداد الكتاب واخراجه، بصمت يعكس شخصيته الهادئه والمنتجه في نفس الوقت. والغلاف بتصميمه الهندسي يلخص تاريخ علاقة الهاشميين مع قضية فلسطين، ووصايتهم على مقدساتها، وجهودهم لاعمارها.

غير الأناقة في إخراج الكتاب، فإنه ثري بمحتواه الذي يمثل وثيقة مدعمة بالأرقام والوقائع والصور عن حجم الانجازات التي قدمتها المبادرات الملكية التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، للمخيمات الفلسطينية ويتابعها متابعة يومية حثيثة رئيس الديوان الملكي الهاشمي العامر رئيس لجنة المبادرات الملكية يوسف العيسوي.

يوثق الكتاب بالأرقام والصور لإنجازات المبادرات الملكية في المخيمات الفلسطينية الثلاثة عشر الموزعة على ستة محافظات من محافظات الأردن في الشمال والوسط، والتي تأوي مليونين وأربعمائة الف لاجئ من أبناء فلسطين ، يشكلون أربعين بالمائة من مجموع اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة (الإنروا) في مناطق عملياتها الخمس وهي: الأردن وسوريا ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة.

تغطي إنجازات المبادرات الملكية في المخيمات الفلسطينية، رعاية وتحسين جميع مراحل الحياة بما في ذلك الاهتمام بالمقابر، وكذلك في كل مجالات الحياة.ابتداء من توفير بنية السكن المناسب من خلال الصيانة الدائمة لمساكن المخيمات، مع الاهتمام بالبنية التحتية المتطورة للمخيمات كالشوارع والماء والكهرباء وشبكات الصرف الصحي، وشبكات تصريف المياه، وكلها تتم بمستوى هندسى متطور . مصحوبة بخدمات صحية شاملة عبر مراكز صحية شاملة ومراكز امومة وطفولة،بالإضافة إلى العناية باصحاب الاحتياجات الخاصة،وكذلك تقديم الملابس اللائقة خاصة في فصل الشتاء، كذلك إقامة مرافق توفر للمخيمات تعليم مزدهر ابتدأ من رياض الأطفال، وصولا إلى التعليم الجامعي، من خلال ببئة تعليمية متطورة تجري صيانه دائمة لمدارسها، وصولا إلى المكرمة الملكية بإيفاد ثلاثمائة وخمسين طالب سنويا من أبناء المخيمات لتلقي التعليم الجامعي على حساب المكرمة الملكية. ناهيك عن اقامة القاعات المتعددة الأغراض في لخدمة الأنشطة المتنوعة في المخيمات، كذلك إقامة الملاعب الرياضية ومراكز الشباب والأندية، في المخيمات، وفق أحدث المواصفات والمقاييس، بالإضافة إلى الاهتمام بمؤسسات المرأة في المخيم، وذلك كله مصحوبا بتوفير مباني لمؤسسات المجتمع المدني العاملة في المخيمات.
كل هذه الانجازات وغيرها كثير نتجت عن زيارات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المتكررة للمخيمات وكذلك لقاءات جلالته المتكرره مع أبناء المخيمات واستماعه لمطالبهم، لتجئ انجازات المكارم الملكية أكبر بكثير من المطالب

مقالات ذات صلة