مراقبون: استدعاء السفير لمحاولة إسرائيل تسخير قضية المعتقلين سياسياً

حرير _ رأى مراقبون أن الأردن لجأ إلى استدعاء السفير غسان المجالي في تل أبيب للتشاور كخطوة أولى، الثلاثاء، بعدما قامت إسرائيل بتحويل قضية الإفراج عن المعتقلين الإداريين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي إلى قضية سياسية.

وقالت مصادر إن إسرائيل حاولت ربط قضية المعتقلين الإداريين هبة اللبدي وعبدالرحمن مرعي بملفي الباقورة والغمر وباب الرحمة، وهو ما رفضه الاْردن بالمطلق.

وحذرالأردن إسرائيل من تبعات ذلك وحملها المسؤولية عن تلك التبعات إن حدثت.

وأكّدت مصادر : أن إسرائيل وعدت أكثر من مرة بإطلاق سراح اللبدي ومرعي خلال المفاوضات التي لم تنقطع لكنها لم تنفذ وعودها.

وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إن “استدعاء السفير الأردني في تل أبيب للتشاور خطوة أولى، في ضوء عدم استجابة إسرائيل للمطالب المستمرة منذ أشهر بإطلاق المواطنين الأردنيين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي واستمرار اعتقالهما اللاقانوني واللإنساني”.

“نحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة مواطنينا وسنستمر في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والدبلوماسية والسياسية لضمان عودتهما إلى وطنهما سالمين”، وفق الصفدي الذي أكّد أن تعريض حياة مواطنينا اللذين تتدهور حالتهما الصحية للخطر فعل مدان ترفضه المملكة التي تقدم مصالح مواطنيها وسلامتهم على كل اعتبار.

واعتقلت إسرائيل هبة عبد الباقي “اللبدي” (32 عاما) أثناء توجهها لزيارة عائلتها في جنين، وحولت إلى التحقيق في معتقل “بيتح تكفا” وعانت ظروفا قاسية، وصدر بحقها أمر اعتقال إداري مدته 5 أشهر، أعلنت على إثره إضرابها عن الطعام في 24 أيلول/ سبتمبر.

واللبدي مضربة عن الطعام منذ 35 يوما رفضاً للتعذيب الذي تعرضت له في التحقيق على مدار قرابة الشهر، ورفضاً لاعتقالها الإداري المتواصل.

وقال والد المعتقلة هبة عبد الباقي (اللبدي) إن سلطات الاحتلال نقلت ابنته من المستشفى إلى معتقل “الجلمة” مجددا الثلاثاء.

ومصادر في الضفة الغربية المحتلة قالت إن الحالة الصحية لعبد الباقي في تراجع مستمر.

ونقلت عن محام لـ”اللبدي” قوله إن الشابة “تعاني من صعوبة شديده في بلع الماء، وبدأت منذ أسبوع في التقيؤ عند شرب سوائل …”

وأضافت أن المعتقلة الأردنية أصيبت بالتهاب شديد وتعاني من نقص مستمر في وزنها، وأن الأطباء حذروا من إصابتها بمشاكل قلبية.

وكان المعتقل عبدالرحمن مرعي (29 عاما)، هدد بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، في حال لم يتم الإفراج عنه.

وأوضحت هيئة شؤون الأسرى أن مرعي “سيخوض معركة الأمعاء الخاوية، في حال أصرت محكمة الاحتلال الإسرائيلية على قرارها بتثبيت اعتقاله الإداري الصادر بحقه لمدة 4 أشهر”.

وقالت الهيئة، إن الحالة الصحية لمرعي “صعبة” وإنه يعاني من مرض السرطان منذ 2010.

الباقورة والغمر

قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي في وقت سابق، إن العمل في ملحقي الباقورة والغمر ينتهي في 10 تشرين ثاني/ نوفمبر من العام الحالي.

وأضاف  أن “قرار الأردن بإنهاء العمل بالملحقين “نهائي وقطعي“.

وكانت صدرت الإرادة الملكية السامية في 1 نوفمبر 2018، بالموافقة على قرار مجلس الوزراء إنهاء العمل بملحقي معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية الخاصين بمنطقتي الباقورة والغمر، وفق الجريدة الرسمية.

في 21 أكتوبر 2018، قرر جلالة الملك عبد الله الثاني عدم تجديد العمل بحق المنفعة لإسرائيل في أراضي الباقورة والغمر، وفق معاهدة السلام الموقعة في عام 1994، مُنهيا بذلك جدلا استمر أكثر من عقدين.

وتضمن اتفاق الحدود في المادة 3 من المعاهدة البند 8، الأخذ “بعين الاعتبار الأوضاع الخاصة بمنطقة الباقورة/ نهاريم والتي هي تحت السيادة الأردنية، وفيها حقوق امتلاك خاصة إسرائيلية”، حيث يقرر الطرفان تطبيق المواد المنصوص عليها في الملحق 1(ب).

كما تضمن البند 9 من ذات المادة ما يتعلق بمنطقة الغمر / تسوفار بحيث تطبق المواد المنصوص عليها في الملحق 1(ج).

الحكومة قالت في وقت سابق إنها تسلمت طلباً رسمياً من إسرائيل لإجراء مشاورات حول آلية تنفيد قرار الأردن، الذي نشر في الجريدة الرسمية في 1 نوفمبر، وسبقه مطالب شعبية ونيابية ونقابية بإنهاء الملحقين.

وبالرغم من التزام الأردن باتفاقية السلام، تستمر الخروقات الإسرائيلية المتكررة، التي كان منها إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، خلال حملته الانتخابية، نيته فرض سيادة على غور الأردن وشمال البحر الميت في حال فوزه.

اتفاقية السلام، المعروفة شعبيا بمعاهدة وادي عربة، تضمنت بنودا تنظم العلاقات السياسية والدبلوماسية الاقتصادية والتعاون الأمني وتنظيم حصص المياه المشتركة بين الأردن وإسرائيل.

جلالة الملك، هو الوصي على مقدسات مدينة القدس المحتلة، حذر من تداعيات “كارثية” في حال تنفيذ إسرائيل إعلان نتنياهو، وأن هذا سيؤثر مباشرة على العلاقات بين الأردن وإسرائيل.

باب الرحمة

يستمر عشرات المستوطنين باقتحام باب الرحمة وباحات المسجد الأقصى، بحسب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية العامة وشؤون المسجد الأقصى في القدس عزام الخطيب.

وداهمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى أكثر من مرة، وأخرجت القواطع الخشبية والخزائن الموجودة فيه، مهددة الشبان الذين تواجدوا فيه، ومنعتهم من تصوير ما جرى داخله، وقامت بالتدقيق في هواتفهم.

مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية العامة وشؤون المسجد الأقصى الشيخ عزام الخطيب قال لبترا، إن قوات الاحتلال أغلقت باب المغاربة كذلك عقب اقتحام 159 مستوطنا متطرفا يهوديا لباحات المسجد الأقصى – الحرم القدسي في مدينة القدس المحتلة وسط حراسة مشددة من شرطة وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عبد الناصر أبو البصل في وقت سابق، إن مفاتيح باب الرحمة مع دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التابعة للوزارة، موضحاً أن الوزارة ستقوم بترميم باب الرحمة، وفتحه على الدوام.

الوزير أوضح خلال جلسة طارئة لمجلس النواب في مارس من العام الحالي، بحثت الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة أن “المسجد الأقصى غير قابل للتقسيم الزماني أو المكاني…”، رافضاً ما تقوم به سلطات الاحتلال من منع الأعمال الوقفية في القدس سواء من ترميم أو إعمار.

وأعلن النواب والحكومة في الجلسة رفضهم لاعتداء الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى.

وأشار أبو البصل إلى أن “إجراءات الاحتلال تجاه إدارة أوقاف القدس ومجلس الأوقاف انتهاك للوصاية الهاشمية وحرمة المسجد الأقصى”.

المملكة

مقالات ذات صلة