الحب في زمن الكورونا

بقلم كامل نصيرات

حرير – بعيداً عن رائعة «ماركيز» الخالدة «الحبّ في زمن الكوليرا»؛ حيث كان العالم أكثر طيبةً وأصدق حبّاً؛ وهناك من ينتظر حبيبته ثلاثين وخمسين سنة لكي يظفر بلقاء..! وبعيداً عن تداعيات نظرية المؤامرة التي تقول: أمريكا عملت عمايلها في الصين كي توقف نموها الاقتصادي..! وبعيداً عن كلّ (عطسة) نهرب منها خوفاً من أن تكون مقدمات الـ»كورونا»..! وبعيداً عن الهلع العالمي من أي شيء قادم من الصين حتى لو كان (سجادة صلاة ومسبحة وطاقية حج وآلة استغفار وتسبيح  صغيرة توضع في الاصبع) أتقنت صنعها الصين (الكافرة)، بعيداً عن كلّ هذا؛ الكورونا ليس إلاّ فيروس الضمير الذي أيقظ فينا الخراب الكامن بداخلنا باسم الانسانيّة..!
لو كان «ماركيز» الآن على قيد الكورونا؛ كيف سيكتب عن الحبّ وعن بنت الجيران وعن الشباك ومواعيد الغرام..! كانت الكوليرا صافية طافحة وكان الحبّ سيّداً فوق كل طافح ويعلو على الأحزان والجثث و حظر التجوّل ويتنقّل رغم المناطق المعزولة..والآن؛ نعم الآن تماماً و العالم كلّه حارة صغيرة وشبابيكه مفتوحة على بعضها وشوارعه لا توقفه إشارة ضوئية يسقط الحبُّ الكاذبُ ولا نرى أثراً إلاّ للهاربين منه..!
سقط الحبّ في الكورونا لأنه بلا مناعة..لذا يسقط العالم الآن..رغم تقدمه العلمي وسرعة الوصول للضحايا..! يسقط لأنّ الحبّ الحقيقي سقط من المهنة وصارت تجارة رأس مالها الأمراض القاتلة..!
اعترف لكم : كنتُ أكره (المعكرونة) ولا أطيقها..والآن عندما يقول لي أحدهم : تأكل معكرونة؟ انتفض؛ بل انتفضتُ وارتعبتُ ؛ فكيف بي أن (آكل مع كرونا)..؟! إنه الكره في زمن المعكرونة..!

مقالات ذات صلة