عندما تسلم نفسك لمن لا يقدر ما تقول

كتب حاتم الكسواني

عندما تسلم نفسك لمن لا يقدر ما تقول :
بالامس إتصلت بي صحفية من وكالة الأنباء الأردنية بترا طالبة ان اشارك في موضوع صحفي عن الإحتفال باليوم العالمي للإذاعة …ودردشنا معها وارشدناها لبعض الأسماء للمشاركة في موضوعها …ولكم ان تحكموا حول عدم المهنية في تصرفها بالمادة التي كتبتها لها وكيف اخرجتها من سياقها
1- مادتي التي أعطيت للزميلة الصحفية :
رفعت اليونسكو شعارا للإحتفال الثاني عشر باليوم العالمي للإذاعة ” الإذاعة والسلام ” وهو دور تستطيع الإذاعة ان تضطلع به في حالة إستقلالها و عدم إصطفافها او تبعيتها لحكومة او حزب او تنظيم سياسي ، اما في يومنا هذا فإنني ارى بان الإذاعات اصبحت منصات للإرباك نظرا لتمثيلها لتنظيمات ومليشيات فصائلية و تنفيذها لأجندات مشبوهة او إجندات مثالية إيجابية .
فنحن لا نستطيع ان ندعى بان الإذاعات كلها تعمل من اجل تحقيق السلم الإجتماعي والسلام بين الشعوب ، وليس ادل على ذلك سوى النظر إلى مجموعة المحطات الإذاعية الإصطفافية الناطقة باللغة العربية التي تخاطب المواطن العربي و تعود في ملكيتها و رسم سياساتها التحريرية إلى مجموعة من الدول الأجنبية كإذاعة فرنسا الحرة وإذاعة مونتي كارلو وإذاعة دوتشي فيله الألمانية وإذاعة الحرة الأمريكية وإذاعة صوت أمريكا وغيرها العديد من الإذاعات التي تحمل ثقافة واجندات الدول التي تمثلها هذه الإذاعات .. ناهيك عن الكم الكبير من الإذاعات التجارية والمجتمعية التي تمثل مصالح رجال الأعمال والمؤسسات البلدية والجامعية والإذاعات التي تمولها وتسيرها المنظمات الدولية والتي لاتخلو اجنداتها من إستهداف القيم والسلوك والمفاهيم الإجتماعية .
ونحن نتفق مع دعوة منظمة اليونسكو إلى ضرورة تعزيز المعايير والقدرات الصحفية الإذاعية باعتبارها استثماراً في السلام ،و نتفق مع دعوتها إلى تقديم الدعم إلى المحطات الإذاعية بسبل شتى تشمل، على سبيل المثال لا الحصر، التمويل في حالات الطوارئ أو تقديم المساعدة الهيكلية للإذاعة باعتبارها قطاعاً قائماً بحد ذاته، وتعزيز وصون استقلالها، وتيسير خفض الضرائب المفروضة عليها .

وما لم تضطلع منظمة كاليونسكو بإصدار التشريعات ومواثيق الشرف الإذاعي الملزمة التي تضمن إستقلالية الإذاعات وحمايتها من سطوة السلطة ورأس المال فإنها ستقع حتما في مطب الولائات و الإصطفافات السياسية او الإجتماعية او الإقتصادية او الدينية ، وبالتالي تقع في مطب عدم الحياد وإثارة النزاعات العقائدية ، والعنصرية ، والعسكرية ، والدينية .
ونحن نرى ان إنخفاض تكاليف تأسيس الإذاعات وسهولة تشغيلها هو الأمر الذي يشكل حافزا للجهات الطامحة بإمتلاكها والإستفادة من إستخدام إمكاناتها لتحقيق اغراضها سلبية كانت ام إيجابية .
و إذا نظرنا إلى ما يدور حولنا من أحداث فسوف ندرك أهمية الإذاعة وأهمية الأدوار التي تلعبها فمثلا في حالة كحالة الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سوريا تتعزز اهمية الراديو لإيصال التعليمات والتوجيهات الرسمية و الفنية للمواطنين ، وإرشادهم لأماكن دور الإيواء والمراكز الطبية و تزويدهم بالمعلومات الوقائية ، وذلك عن طريق راديو الهواتف النقالة او راديو الترانزستور الذي يسهل حمله وتشغيله بالبطاريات الجافة ، كذلك تتعزز اهمية محطات الراديو الوطنية في حالات الطوارئ نظرا لإمكانية تشغيلها في كل الظروف بإستخدام الموجات الراديوية القصيرة والطويلة والمتوسطة وموجات الF.M بعيدا عن إرتباطها بشبكات الإنترنت او الربط مع الأقمار الصناعية . وبذا يبرز دور الإذاعات في تحقيق حالة السلم الإجتماعي وتحقيق السلام بين الشعوب حيث اكد زلزال سوريا وتركيا ان المجتمع الإنساني مجتمع واحد يتعزز امنه وامانه بامن وامان كافة مجتمعاته .
2- ما نشر باسمي
وعرض رئيس جمعية المذيعين الأردنيين حاتم الكسواني، لأدوار الإذاعة في إيصال التعليمات والتوجيهات الرسمية والفنية للمواطنين، وإرشادهم لأماكن دور الإيواء والمراكز الطبية وتزويدهم بالمعلومات الوقائية، عن طريق راديو الهواتف النقالة أو راديو الترانزستور الذي يسهل حمله وتشغيله بالبطاريات الجافة.
وأضاف “تتعزز أهمية محطات الراديو الوطنية في حالات الطوارئ؛ نظرا لإمكانية تشغيلها في الظروف كلها، باستخدام الموجات الراديوية القصيرة والطويلة والمتوسطة وموجات (إف إم)، بعيدا عن ارتباطها بشبكات الإنترنت أو الربط مع الأقمار الصناعية”.
فما هذا التشويه ، وماعلاقة هذا بذاك ، ومن سمح لعدم المهنية ان تقتحم حياتنا المهنية الخالصة.. يبدو اننا من سمح بذلك

مقالات ذات صلة