إذبح يا أبوخليل

* نص أهديه لرفيقي كمال خليل*

أجلس في باص النسوان بالمقعد المحاذي للسائق، وجهي لنسوة القبيلة يغنين، ويهاهين، ويزغردين، أردد معهن، ويأتي على بالي رفيقي كمال خليل، كن يغنن والعرق يتصبب من بين حواجبهن المملقطة:
– بلادٍ حرمت تذبح ذبايح.. إذبح يابو خليل والصيت لينا.
وترد أخريات: إذبح يابو خليل والصيت لينا.
تمنيت لحظتذاك أن أملك فرد ١٤، كي أرفعه أمام نسوة القبيلة، وأتفقد الباغة، ثم أخرج يدي من الشباك لأرمي الفراغ على طلوع صافوط ب ٧ رصاصات تحية لأبوخليل وذبائحه.. وليزغردن النسوة عند إرجاعي الفرد على خاصرتي.. ويهاهين بإسمي وبإسم أبوخليل، وأسماء أبنائهن، أبناء القبيلة، بينما أرفع رأسي بشبه إبتسامة فخار تمتزج بالخجل العابر، أمر بنظري على عجل بفتاة من الأنسباء تجلس في المقعد الأخير من الباص، وترمقني بحياء وتردد من بين رؤوس النسوة بينما ( و” عن بُعد” تروي لي
حكاية حبها, فأقول: إن أَعطيتني يَدَكِ
الصغيرةَ صِرتُ مثلَ حديقة)… يتوقف ربحي سائق الباص عند دار العروس.. لا أحد في مدخل البيت، افكر هل بادروا بحمل عروسهم/ عروسنا نحو ديار قبيلتي.. لا، فهناك طفل صغير يطل برأسه القنفذي من باب الحوش.. وما يلبث أن يصرخ.
– أجت الفاردة، أجت الفاردة.
تمضي بنا الحياة يا أبوخليل، مثل فاردة عرس، وربما أقصر من ذلك بكثير، وأذبح يابو خليل والصيت لينا.
* مخيم البقعة شتاء ٢٠٢٠

يحيى صافي

مقالات ذات صلة