المكاشفة والمباشرة دون تزويق في الخطاب الإقتصادي ..” الجغبير ” نموذجا

حاتم الكسواني

 

منذ توليه رئاسة غرفتي صناعة الأردن وعمان آثر فتحي الجغبير أن يكون كما عهدناه واضحا صريحا مباشرا دون تلون أو تذبذب بالمواقف والقناعات.

واعتقدنا أن ذلك سيكون لونا للتعامل مع القضايا المحلية الأردنية، إلا أننا لمسنا يوما بعد يوم ان مصالح الصناعة الوطنية كجزء من الحراك الآقتصادي الوطني هي قضية لا مجاملة فيها عند فتحي الجغبير فخطابه واحد في الداخل والخارج.

فهل أثمر اسلوب الجغبير ونهجه المباشر في تناول القضايا الإقتصادية ؟!

بكل أمانة كنت أخاف أن يأتي ذلك بصورة عكسية .

ولا أظن بأن الجغبير لا يعرف عن واقع السوق الذي يمثل وكيف له أن يحقق مصالحه فتوالت المكاسب بدءا بما اسمعه للجانب المصري من حديث صريح بضرورة إزالة العوائق أمام تدفق البضائع الأردنية للأسواق المصرية وفق إتفاقات التجارة الثنائية الموقعة بين الطرفين وطلبه من المصريين بعدم الإيحاء للمنتجين الأردنيين بأن أفضل وسيلة لدخولهم للأسواق المصرية هو بنقل إستثماراتهم للديار المصرية.

وعمد الجغبير أمام حضور عربي فلسطيني تونسي في غرفة صناعة الأردن بأن يشخص مساوئ التعاون الإقتصادي والتبادل التجاري العربي العربي الثنائي مبينا أنه نظام مبني على المصالح بعيدا عن روح التعامل بالمثل وفق أسس الأخوة العربية والإيثار اللتين لجأ الجغبير إلى إعتمادهما في التعامل مع السوق الفلسطيني دعما وإيثارا على حساب عدم الحرص بأن يميل الميزان التجاري لصالح الأردن عند التعامل مع السوق الفلسطيني.

ونعتقد بأن رسائل الجغبير ستجد صداها آجلا إن لم يكن عاجلا بين الأوساط الإقتصادية العربية ، حيث سمعت ولأول مرة خطابا صريحا مباشرا بعيدا عن الكلام المعسول والفعل المخادع ، فبعرفه لا يجوز في التعاون العربي العربي مخالفة ما يتفق عليه ووضع العراقيل أمام تنفيذه حيث أن ذلك هو الأساس وما يخالفه هو الإستثناء .

وأخيرا اقول أين نحن اليوم من الأمس ، عندما إمتنع كل عمال الموانئ العربية عن تفريغ أو تحميل البواخر الأمريكية لعدة أسابيع ردا على رفض عمال الموانئ الأمريكية من تفريغ الباخرة المصرية كليوباترا بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1960 وإغلاق مصر لقناة السويس أمام سفن دول العدوان والسفن الأمريكية ، حتى رضخ الأمريكيون وقاموا بتفريغ حمولة الباخرة كليوباترا.

فهل يرجع بنا الزمان؟!

مقالات ذات صلة