الكارثة لو كانت هذه النهاية

سميح المعايطة

حرير- كل ما يجري في غزة والضفة من عدوان وقتل ومجازر ومحاولة تغيير لوجه غزة السكاني والسياسي والعسكري، كل هذا تفوق على كل الحروب الإجرامية في العالم، لكن ما جرى يأمل البعض في عالمنا أن تكون نهايته مسارا سياسيا يقوم على القناعة بأن هذه القضية لا يمكن للحل الأمني والعسكري حسمها، وأن هذا الحل حتى وإن وفر بعض الهدوء المؤقت لإسرائيل إلا أنه ليس قادرا على توفير الأمن الذي يتحدثون عنه.

والمربع الخطير في هذه الحرب العدوانية أن تكون معززة للفكر الصهيوني بالاعتماد على الحل الأمني والعسكري والذهاب إلى حلول جوهرها التخلص من الفلسطينيين سكانا وقضية عبر تهجير أو حلول سياسية لا تقوم على الاعتراف بالحق الفلسطيني.

ولنتخيل أن مرحلة ما بعد العدوان على غزة لن يكون هناك أي مسار سياسي أو عملية تفاوض جادة وحقيقية بين الفلسطينيين وإسرائيل، وأن إسرائيل ستتعامل مع غزة من خلال البحث عن وريث لحماس عربي أو فلسطيني أو دولي، مهمته إعادة إنتاج غزة من جهة موقفها من إسرائيل ومنع أي موقف سلبي من الاحتلال ابتداء من منهاج المدرسة إلى المقاومة.

قد تساهم الحروب وما فيها من معاناة ومآس في زيادة مخاوف الناس في غزة والضفة من تكرار هذه الكوارث، لكن أي صراع طويل وممتد عبر الأجيال والعقود لا يمكن إطفاء ناره بإجراءات أمنية أو اتفاق مثل أوسلو يبني علاقة بين المحتل وسلطة المظلوم على أساس أن تكون هذه السلطة سوطا للاحتلال، فكل هذه الأفكار والحلول التي جوهرها الأمن والقمع والاقتحامات ستبقي حالة القلق لدى المحتل ولن تصنع له أمنا.

العقلاء في الإقليم وعلى رأسهم الأردن يريدون نهاية لهذه الحرب مسارا ينهي الصراع ويعطي الفلسطيني حقوقه، لكن الكارثة لو كانت نهاية المأساة مسارا أمنيا وفق الرؤية الإسرائيلية.

مقالات ذات صلة