مظاهرات في فلسطين احتجاجا على صفقة القرن

حرير – تظاهر آلاف الفلسطينيين، الثلاثاء، احتجاجا على صفقة القرن بشأن الشرق الأوسط، قبل ساعات من الموعد المقرر للإعلان عنها خلال مراسم في واشنطن.

وعزز جنود الاحتلال الإسرائيلي مواقع قرب بؤرة ساخنة بين مدينة رام الله، ومستوطنة بيت إيل في الضفة الغربية المحتلة.

وفي الوقت الذي رحب فيه زعماء إسرائيليون بالصفقة، رفضها قادة فلسطينيون قبل الإعلان الرسمي عنها. ويقولون، إن إدارة ترامب منحازة لإسرائيل.

ويخشى الفلسطينيون أن تبدد الصفقة آمالهم في إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، وهي مناطق احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، بالسماح لإسرائيل بضم مساحات كبيرة من الأراضي.

وفي مدينة غزة الثلاثاء، داس المتظاهرون على صور لترامب كانت ملقاة على الأرض. ولوحوا بالأعلام الفلسطينية، وحملوا صورا للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وصاح ناشط عبر مكبر صوت: “ترامب أحمق. فلسطين ليست للبيع”.

وفي مخيم للاجئين في القطاع الساحلي، تجمع نحو 50 شخصا في ساحة الشهداء، وهم يرفعون صورا لعباس وسلفه ياسر عرفات.

وقالت أم أحمد، التي شاركت في الاحتجاج: “سندفع من دمائنا وأرواحنا وأبنائنا ثمنا للقدس. صفقة ترامب لن تنجح أبدا”.

وذكر متحدث عسكري إسرائيلي أنه جرى إرسال جنود لتعزيز غور الأردن، وهي منطقة تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو بضم جزء منها.

وقال حسام زملط رئيس البعثة الفلسطينية إلى بريطانيا لرويترز في لندن، إن صفقة القرن مجرد “مسرحية سياسية”.

وأضاف “28 يناير 2020 سيمثل ختم القبول الرسمي من الولايات المتحدة لنظام فصل عنصري متكامل تطبقه إسرائيل”.

وترفض إسرائيل جملة وتفصيلا أي مقارنة مع النظام السابق في جنوب إفريقيا.

وسيدلي ترامب بتصريحات مشتركة مع نتنياهو في البيت الأبيض في وقت لاحق اليوم الثلاثاء؛ لتوضيح خطته، وهي نتاج جهود استمرت 3 أعوام من صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر.

وقال نتنياهو الاثنين “صفقة القرن هي فرصة القرن، ولن نفوتها”.

وأشاد بها زعيم المعارضة الإسرائيلي بيني غانتس باعتبارها “مهمة وتمثل حدثا تاريخيا وقال، إنه سيعمل على تطبيقها على الفور بعد انتخابات عامة سينافس فيها نتنياهو في مارس/آذار.

وتطرق ترامب إلى مخاوف الفلسطينيين قائلا الاثنين: “لن يرغبوا بها في البداية على الأرجح … ولكن أعتقد أنهم (سيوافقون عليها) في النهاية … إنها جيدة بالنسبة لهم. في الواقع هي جيدة للغاية لهم”.

لكن ليس من الواضح على الإطلاق، إن كانت الصفقة ستحيي جهود السلام المتوقفة منذ فترة طويلة.

ويقول قادة فلسطينيون، إنه لم تتم دعوتهم لواشنطن لحضور عرض ترامب، وإن الصفقة لن تنجح من دونهم.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، إنه لن يوافق على صفقة لا تؤمن حل دولتين مستداما. وتضع هذه المعادلة، التي كانت محور سنوات من مساعي السلام الدولية المتعثرة، تصورا لوجود إسرائيل جنبا إلى جنب مع دولة فلسطينية.

ويرفض الفلسطينيون التعامل مع إدارة ترامب احتجاجا على سياساته الموالية لإسرائيل مثل نقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلة التي يريد الفلسطينيون أن يكون الشطر الشرقي منها عاصمة لدولتهم في المستقبل.

وندد الفلسطينيون بالمرحلة الأولى من الصفقة التي تمثلت في خطة إنعاش اقتصادي بقيمة 50 مليار دولار، تم الإعلان عنها في يوليو/تموز الماضي لأن الصفقة لم تتطرق للاحتلال الإسرائيلي.

وتخشى مصادر فلسطينية وعربية اطلعت على المسوّدة أنها تسعى لرشوة الفلسطينيين لقبول الاحتلال الإسرائيلي، فيما قد يمهد لضم إسرائيل لنحو نصف الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك معظم غور الأردن.

كانت إدارة ترامب قد تخلت في نوفمبر/تشرين الثاني عن سياسة أميركية قائمة منذ عقود عندما أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو أن واشنطن لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية على أراضي الضفة الغربية المحتلة تتعارض مع القانون الدولي.

مشكلة مزدوجة

قال جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن ترامب ونتنياهو يريدان صرف الانتباه عن مشاكلهما الداخلية.

وقال “المشكلة هي أنها (الخطة) لا تبدو كبداية مبادرة مهمة”.

وأقر مجلس النواب الأميركي مساءلة ترامب الشهر الماضي، وتجري محاكمته في مجلس الشيوخ بتهمة إساءة استخدام منصبه.

أما نتنياهو، فسيواجه على الأرجح محاكمة بتهم الفساد. وسحب اليوم الثلاثاء طلبه للحصول على حصانة من الملاحقة القانونية من البرلمان. وينفي الرجلان ارتكاب أي مخالفة.

 

مقالات ذات صلة