فتح معابر ورفع عقوبات رام الله ثمنا لإحتواء مسيرة العودة
هذا هو مصير وساطات ساعة الصفر لاحتواء مسيرة العودة
يري العديد من الكاتب والمحللين السياسيين، أن الوساطات العربية لاحتواء مسيرات العودة لن يكتب لها النجاح، وان الضغط الإسرائيلي والأمريكي على قطاع غزة سيكون مصيره الفشل، فلا حماس أو فتح أو أي فصيل يمكنه أن يوقف الزحف الجماهيري تجاه الحدود، وكذلك احتجاجا على نقل السفارة الأمريكية غدا للقدس المحتلة.
ووصل يوم أمس وفد قيادي من حركة حماس، برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية إلى جمهورية مصر العربية، عبر معبر رفح البرى.
وضم الوفد الذي غادر عبر معبر رفح الحدودي الفاصل مصر وقطاع غزة، كلاً من روحي مشتهى، وخليل الحية، ومن المقرر أن يعقد الوفد لقاءات مع المخابرات المصرية، لبحث عدة ملفات أهمها مسيرة العودة، وملف المصالحة.
وأعلنت سفارة فلسطين في القاهرة، الجمعة الماضية، فتح معبر رفح 4 أيام متواصلة، بدءاً من السبت وحتى الثلاثاء (15 مايو)، وهو التاريخ الذي حددته القوى الفلسطينية لبلوغ مسيرة العودة الكبرى ذروتها.
ومنذ 30 مارس الماضي، يحتشد آلاف الفلسطينيين بشكل يومي على حدود قطاع غزة، بعد أن قاموا بإنشاء خيم ترمز لحق العودة في محافظات غزة الخمس.
وأدى قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسيرات السلمية إلى استشهاد أكثر من 50 فلسطينياً وإصابة الآلاف بجروح مختلفة، نتيجة مشاركتهم في المظاهرات المُطالِبة بحق العودة.
زيارة أمنية وسياسية
ورأى الكاتب والمحلل السياسي طلال الشريف، أن الهدف من زيارة هنية قبل أقل من يومين لتوصيل رسالتين عبر الطرف المصري، أولها رسالة تحذيرية من مخاطر اندلاع الحرب بصيغة تهديديه موجهة من إسرائيل والولايات المتحدة والتي قد تحدث في حال استمرت الحشودات لمسيرات العودة وحدوث عمليات مكثفة لكسر الحدود ودخول المدن الإسرائيلية من الشباب الفلسطيني.
وذكر الشريف، وفق تقرير”وكالة قدس نت للأنباء“، أن الرسالة الثانية قد تحمل بعض خطوات فك الحصار من كل الأطراف على غزة وفتح المعابر ورفع العقوبات من رام الله، بشرط وقف مسيرات العودة ومنع الشباب من دخول الحدود.
احتجاجا على نقل السفارة
هذا ودعت القوى الوطنية والإسلامية، للمشاركة في الوقفة أمام ما يسمى مقر السفارة الأمريكية اليوم الإثنين الموافق 14/ 5/ 2018، وذلك احتجاجا على نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس.
وأكدت القوى في بيان صحفي لها، أن الحافلات ستنطلق من القدس الساعة الثانية والنصف بالقرب من باب الساهرة وصولا لمقر السفارة.
كما أعلنت عن إضراب جزئي لمدة ساعة واحدة، ودعت ليوم تصعيدي في كافة أرجاء مدينة القدس تحرق فيه الأعلام الإسرائيلية والإطارات وترفع أعلام فلسطين .
وجاء في البيان “مشاركتكم تلبيه للواجب الوطني، وتأكيدا على أن القدس عاصمه فلسطين الأبدية”.
ويذكر أن الأراضي الفلسطينية تشهد حراكا واسعا استعدادا لإحياء ذكرى النكبة، ورفضا لنقل السفارة الأمريكية للقدس، حيث دعت كافة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية لمواجهات شاملة في كافة الأراضي الفلسطينية والاشتباك مع الاحتلال في كافة المناطق.
إقامة غرفة خاصة “للمفاوضات”
من جهته قال الكاتب و المحلل السياسي شرحبيل الغريب تعقيبا على وساطات ساعة الصفر: “وساطات ساعة الصفر لاحتواء مسيرة العودة لن تحقق أهداف وطموحات شعب محاصر ﻷكثر من 11 عاما “.
ووجه الغريب نصيحة لقادة حماس قائلا : “أنصح قيادة حركة حماس بإقامة غرفة خاصة “للمفاوضات” حيث تجمع مسيرات العودة على دوار ملكة شرق غزة، فهي كفيلة بالتعبير عن مطالب الشعب الفلسطيني الحقيقية، فالحلول الترقيعية لن تجدي نفعا فمن حق الشعب الفلسطيني العيش بحرية وكرامة كباقي الشعوب.
ونوه الغريب، إلى أن نجاح أي عروض ستقدم للشعب الفلسطيني بحاجة لضمانات حقيقية قادرة على إلزام الاحتلال بتنفيذها، فاتفاق 2014 بقي حبراً على ورق.
مليونية العودة وكسر الحصار
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي سميح خلف: “زيارة هنية المفاجئة تلبية لدعوة الإخوة في مصر وقبل ذكرى النكبة بساعات ومسيرة العودة التي تهدد الكيان تاريخاً ومشروعاً وتشريعاً لها ضرورتها ومعانيها السياسية والأمنية.
وذكر خلف “هناك دول بوجود مسيرة العودة أصبحت مرتبكة ومهزوزة أمام التحرك الشعبي السلمي الخالي من لغة الصواريخ التي يتفوق فيها الاحتلال، فما زالت لغة الشعب هي الأقوى في قطف ثمار وطنية وسياسية”.
وأضاف، المهم أن لا نخرج من هذا اللقاء فلسطينياً كما خرجنا من لغة الصواريخ في عام 2014، فالشعب قرر فلا تخذلوه، فالمطلوب فك الحصار عن غزة وإنهاء قصة الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل والمطالبة بتطبيق القرار 194.
ويواصل أبناء في قطاع غزة استعداداتهم للمشاركة الحاشدة في “مليونية العودة وكسر الحصار” يومي 14و15 مايو الجاري، للتأكيد على حق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هُجروا منها عام 1948، ورفض المخططات الرامية لتصفية قضيتهم، وللمطالبة بإنهاء الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 12 عامًا.
ويأتي ذلك تزامنًا مع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، والذكرى السبعين لإحياء النكبة الفلسطينية، والذي من المتوقع أن يشهد تظاهرات واحتجاجات شعبية واسعة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، والأراضي المحتلة عام 1948 والشتات.
ومنذ انطلاق “مسيرات العودة الكبرى” في 30 مارس الماضي، والفلسطينيون يواصلون الاحتشاد على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، رغم قمع قوات الاحتلال لتلك المسيرات السلمية، واستخدامها “القوة المفرطة والمميتة” والأسلحة المحرمة دوليًا.