مرضى السكري من بين أكثر ضحايا الكورونا

حرير – قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إنه بعد كبار السن والمقيمين في دور رعاية المسنين، لا يبدو أن أية مجموعة أخرى تضررت من فيروس “كوفيد” أكثر من مرضى السكري. إنهم يمثلون نسبة مذهلة من 30 إلى 40 في المائة من إجمالي الوفيات نتيجة مرض كوفيد في الولايات المتحدة، بحسب العديد من الدراسات.

وأضافت الصحيفة أن مرضى السكري الذين يدخلون المستشفى بسبب مرض كوفيد يقضون وقتاً أطول في العناية المركزة، وهم أكثر عرضة للتنبيب (أي إدخال أنبوب بلاستيكي إلى القصبة الهوائية) وأقل احتمالاً للبقاء على قيد الحياة. وجدت إحدى الدراسات أن 20 في المائة من هؤلاء المرضى ماتوا في غضون شهر من دخولهم المستشفى.

مرض السكري هو مرض مزمن يعيق القدرة على تنظيم نسبة السكر في الدم ويعيث خراباً بلا هوادة في الدورة الدموية ووظائف الكلى والأعضاء الحيوية.

مثل الوباء، الذي كان له أثر هائل على المجتمعات الملوّنة، يقع عبء مرض السكري بشكل أكبر على اللاتينيين والأفارقة الأميركيين، مما يسلّط الضوء على الإخفاقات المنهجية في الرعاية الصحية التي جعلت فيروس كوفيد أكثر فتكاً بالفقراء.

وقالت نادية إسلام، عالمة الاجتماع الطبي في جامعة نيويورك: “ليس الأمر أن مرض السكري نفسه يجعل كوفيد أسوأ بطبيعته، بل هو مرض السكري غير المنضبط، وهو في الحقيقة وكيل لعلامات أخرى غير مؤاتية”.

يتم تشخيص حوالى 1.5 مليون أميركي بمرض السكري كل عام، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ونحو 96 مليوناً، أي واحد من كل ثلاثة بالغين في الولايات المتحدة، معرّضون لخطر كبير للإصابة بالمرض. يؤدي المرض إلى وفاة 100 ألف شخص سنوياً، لكنه يتطلب تمويلاً أقل من الأمراض الأخرى مثل السرطان وأمراض القلب.

يقول الخبراء إن معالجة أزمة مرض السكري في أميركا ستتطلب حملات تثقيفية عامة مموّلة تمويلاً جيداً تعيد إلى الوطن أهمية ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي. سيتطلب ذلك تغييرات جذرية في نظام غذائي موجّه إلى طعام رخيص وجاهز.

وقال الدكتور سوديب باجبي، الباحث في جامعة تكساس: إن الطريقة الوحيدة لبداية التغيير هي إصلاح النظام الذي يعطي الأولوية للعلاجات والأدوية الجديدة على الوقاية.

 

مقالات ذات صلة