السلط الأردنية سالتوس الرومانية اذ تدخل قائمة التراث العالمي بكامل بهائها

حرير _ سُميت السلط بسالتوس نسبة إلى القائد اليوناني الذي فتحها زمن الاسكندر المقدوني، وبني فيها معبد للألهة زيوس في منطقة زي التي نسبت اليه. ويحتفل الأردن هذه الأيام بإدراج السلط القديمة على لائحة التراث العالمي التابعة لليونسكو في 27 تموز/ يوليو 2021.

لكن ابن عساكر الدمشقي يذكر اسم السلط بالطاء بينما يرد ذكرها عند أبي الفداء باسم الصلت. نسب بعض الباحثين الاسم إلى السريانية وقال بأن أصلها سلط وتعني حجر الصوان، بينما قال آخرون بأن معناها الوادي المشجر أو الغابة الكثيفة. وتشكل السلط شاهدا لا مثيل لها على التراث العمراني ففي المدينة أكثر من سبعمائة مبنى تراثي يصل عمر بعضها إلى أربعمائة عام ويتراوح عمر بعضها الآخر بين 100 عام و200 عام. تقع السلط إلى الغرب من مدينة عمان حيث حبتها الطبيعة بخضرة خلابة وبمياه ينبوع جاد بمياهه العذبة والصافية لارواء ظمأ الإنسان. وكانت السلط مركزاً لأسقفية تابعة لمدينة البصرى أولاً ثم لمدينة البتراء في العصر البيزنطي. وفي زمن الصليبيين فرض ملك القدر بودوان الأول الضريبة على جبل عجلون وعلى مدينة السلط وضواحيها. وقد احتل المغول المدينة ودمروا قلعتها فأعاد بيبرس بناءها سنة 1266 ثم دمر إبراهيم باشا العثماني القلعة مجدداً عام 1840 ولم يبق إلا الشيء القليل من أساس بنائها.

المدينة الرومانية

ويصعب الاستدلال على تاريخ السلط القديم من آثارها والموقع الأثري الوحيد هو القلعة التي بناها السلطان المالك سنة 1220 وتحتل مكانها في الجهة الشمالية الشرقية وتوحي أساساتها الباقية أنها من العصر الروماني. وإلى الجنوب من مدينة السلط مرتفعاً يعرف باسم تل الجادور أقيم على مقربة منه معبد صغير للنبي «جادور» وتتدفق إلى جنوبه عين جادور وتتدفق عيون أخرى في المنطقة وقد أقيمت على هذا التل في الماضي مستوطنة يعتقد أنها هلينيه وعثر على بقايا فخارية يعتقد أنها تعود للعصرين الروماني والبيزنطي.

وللمدينة على الأقل مقبرتين تقع الأولى على المنحدر الشمالي وفي الوادي المجاور له والمقبرة الثانية في مكان يعرف باسم سارة في وادي شجرة. وامتازت مغارة هيئت خصيصاً لتكون كنيسة للأموات في العصر البيزنطي تحمل جدرانها رسومات دينية. وقد اكتشفت قبور رومانية أخرى على بعد ثلاثة كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من مدينة السلط وباب حجري ضيق. ويعود تاريخ هذا القبر إلى القرنين الثالث والرابع للميلاد.

أما في ضواحي السلط وعلى الرغم من أن علماء الآثار لم يقوموا حتى الآن بحفريات منسقة ومن أهم تلك الأماكن الأثرية خربة السوق وهي على بعد أربعة كيلومترات جنوب مدينة السلط، وخربة أيوب وخربة حزير وخربة الدير ومسجد النبي يوشع الذي يقع إلى الشمال الغربي من مدينة السلط. ويعود تاريخ المسجد ألى ثلاثة أو أربعة قرون فقط، كذلك هناك خربة زي ومدينة صافوط وعين الباشا.

كنوز أثرية خبيئة

والسلط وضواحيها غنية بجمالها وبكثرة مياهها وكثرة مواقعها الأثرية إلا أن تفاصيل تاريخها البعيد لا تزال مدفونة في أعماق تربتها السلط هي رابع أكبر مدن المملكة الأردنية الهاشمية من حيث عدد السكان، يبلغ عدد سكانها قرابة 140 الف نسمة. تبعد عن عمان عاصمة الأردن مسافة 30 كيلومترا. هي عاصمة محافظة البلقاء.

كانت السلط حتى بدايات القرن العشرين أهم مدن إمارة شرق الأردن. بلدية السلط تعد إلى جانب بلدية عجلون في شمال البلاد، أحد أقدم بلديات الأردن. تتميز بطبيعتها الجبلية وتراص بيوتها فوق بعض. من أشهر شوارعها شارع الحمام في وسط المدينة، سمي كذلك نسبة إلى حمام تركي فيه، شارع الميدان حيث كان به ميدان لطراد الخيل، شارع الخضر نسبه لمقام الخضر. شارع الدير وهو آخر امتداد شارع الخضر.

تحتوي السلط على العديد من الآثار منها مقام نبي الله يوشع بن نون والقلعة التاريخية والخضر والجدعة وحي السلط القديم وسوق السكافية؛ كل هذه مبان وآثار قديمة جداً وتحتوي كذلك على قصر أبو جابر وتحتوي أراضي السلط على أشجار العنب والرمان وغيرها. السلط عبارة عن عدة جبال أو مرتفعات عدا عن وسط البلد ومن هذه الجبال الخندق والعيزريه والسلالم وغيرها.

مقالات ذات صلة