شاب أردني يحمي الفقراء من برد الشتاء

حرير –

في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين المقام منذ 52 عاما شمال العاصمة عمّان، يعيش لاجئون في بيوت متهالكة لا تصلح لإقامة الآدميين، وأكوام من الطوب والإسمنت مغطاة بألواح من الصفيح المهترئ ومدعمة ببعض الأخشاب يتوارى تحتها أطفال مع عائلاتهم.
وأقام أهل الخير في إحدى نواحي المخيم قبل عدة سنوات بيتا متواضعا للحاجة السبعينية فاطمة مبارك وشقيقتها الستينية مريم لا يزيد مساحته على ستين مترا قبل عدة سنوات، هو بقايا زريبة للأغنام تغطيه ألواح من الصفيح المتهالك ترى من ثقوبها أشعة الشمس صيفا وتبللك حبات المطر المتسربة منها شتاء وتشاركهما فيه القوارض والحشرات والهوام.
ويتسابق أمام هذا الواقع وقبل حلول الشتاء متطوعون شباب ضمن مبادرات إغاثية لعمل الصيانة الدورية لألواح الصفيح، فيغيرون ما ذاب منها ولم يعد صالحا، أمّا البقية فيتم تغطيتها بقطع كبيرة من البلاستيك المقوى الذي جاد به المحسنون لاتقاء ماء المطر المتسرب داخل البيت.
عمل بعمر الستين
تخرج الستينية مريم للعمل في مشتل قريب من المخيم وتعبئ أكياس الأشتال بالأتربة والأسمدة وتسير نحو ساعتين يوميا -ذهابا وإيابا- لتأمين قوتها وشقيقتها.
 هما لا معيل لهما وتعيشان حياة الكفاف، تجوعان يوما وتشبعان آخر وتنتظران المبادرات الشبابية لإدخال الطعام والدفء عليهما، فمع بداية موسم المطر قام متطوعون بتغطية ألواح الصفيح “الزينكو” بشوادر بلاستيكية وقاموا ببناء مطبخ للمسنتين.
وقام المتطوعون الشباب في مبادرة حملة الشتاء التي تقيمها جمعية المركز الإسلامي في البقعة بصيانة لمنزل الحاجة فاطمة من خلال تغطية ألواح الصفيح بشادر من البلاستيك المقوى ليقيهما “دلف المطر” المتساقط من السقف.
ويفيد مدير الجمعية في مخيم البقعة زياد قطيشات بأنه تم منذ بداية حملة الشتاء الشهر الماضي إنشاء وصيانة ثلاثة عشر منزلا بقيمة 25 ألف دينار (32 ألف دولار)، وبأنه تم كذلك تجهيز فرق طوارئ لإغاثة العائلات المنكوبة من فيضان مياه الأمطار وغمر منازلهم.
وتابع قطيشات للجزيرة نت أن مشاريع حملة الشتاء تتضمن توزيع 120 غالونا من مادة الكاز المستخدمة في التدفئة على محتاجيها بقيمة 1400 دينار يوميا (20 ألف دولار)، إضافة لتوزيع مئتي حرام وبطانية وطرود غذائية ولحوم ووجبات طعام جاهزة، وأكياس الخبز يوميا.
ثلاثة أعوام دون كهرباء
في زقاق آخر من أزقة المخيم ينتظر الشاب الثلاثيني أحمد الخطبا الذي أقعده المرض محسنا يصل بيته بالتيار الكهربائي، ويقول “منذ ثلاثة أعوام ونحن نعيش دون كهرباء، نشعل شمعة لنرى بعضنا أو نوقد بعض الخشب نستدفئ بها ونضيء بها المكان.. المبادرات الشبابية تقدم لنا غالونات من مادة الكاز لإشعال المدفأة شتاء”.
ترميم بيوت اللاجئين
ويقوم على مبادرة ترميم بيوت اللاجئين نحو عشرين متطوعا يشرف عليهم الشاب الثلاثيني مصطفى الدبس وتمكنوا من ترميم نحو 540 منزلا في مخيمي البقعة وجرش المعروف بـ”مخيم غزة” خلال العام الجاري 2019 بمساعدة وتبرع من المحسنين الأردنيين والعرب.
وبلغت تكلفة أعمال الصيانة خلال العام قرابة الـ190 ألف دينار (268 ألف دولار)، ويسعى القائمون على المبادرة لصيانة خمسمئة بيت خلال العام المقبل 2020، إلى جانب مبادرات أخرى تعليمية وطبية وبيئية وتجميلية لجدران المخيم أمام المارة.
 ولا تقف المبادرات الشبابية التي ينظمها أبناء المخيم عند صيانة المنازل المتهالكة، بل تتعدى ذلك بعدة أشكال منها تشكيل فرق إغاثة للعائلات الفقيرة خلال المنخفضات المطيرة وغرق المنازل بالمياه، بحيث يتم نقلهم إلى بيوت أخرى أو مراكز إغاثة مؤقتة لحين إعادة صيانة المنازل وتفريغها من مياه الأمطار.
–  الجزيرة-أيمن فضيلات

مقالات ذات صلة