ع بلاطه : ليس إصطفافا… حاتم الكسواني

ليس إصطفافا، ولا وقوفا مع، أو وقوفا ضد.. إنما كل ما في الأمر نظرة موضوعية.

فليس امرا عظيما ان تصنع تركيا سيارة كهربائية بنسبة 100٪، ولكنه أمر إذا قيس بالمعايير الإقتصادية فهو يعني بأن هذه الأمة تمتثل قول المفكر الراحل جبران خليل جبران «ويلٌ لأمة تأكل مما لا تزرع، وتلبس مما لا تخيط، وتشرب مما لا تعصر» وإنها أمة مستقلة  تملك قرارها الإقتصادي.

وليس أمرا مستغربا ان تقدم دولة دعما عسكريا لدولة أخرى  بطلب منها او وفق تحالف تآمري وإصطفافي ولكن ذلك يعني بالمفاهيم السياسية بأن تلك الدولة تملك حرية وإستقلال قرارها السياسي وخياراتها العسكرية.

وليس أمرا غريبا ان تشارك دولة كإيران في مناورات عسكرية مع الصين وروسيا او ان تمتلك دولة كتركيا لمنظومتي دفاع جوي واحدة روسية و أخرى أمريكية او ان تقوم بتصنيع طائراتها العسكرية، وليس غريبا أيضا ان تصنع إيران منظومة دفاعها الجوي وطائراتها المسيرة وصواريخها البلاستية وقنبلتها النووية.

الأمر الغريب والعظيم والمحبط ان لا نجد دولة عربية واحدة تصنع ما صنعت هاتان الدولتان او ان تصل بشكل كامل  لإمتلاك  قرارها السياسي والإقتصادي او حتى الإجتماعي وخياراتها العسكرية او تمتلك خطة ورؤية إستراتيجية لما تريد أن تكون عليه.

نحن أمة كلام بكلام تضخم أمر فتح منهل حال دون تصريف مياه الشتاء ونحتفل بإنجازاتنا العظيمة التي تتمثل بإعداد اكبر صحن حمص وأطول ساندوتش فلافل ونزين التطبيع مع عدونا ومحتل قدسنا ولا خطة لدينا لمواجهته ولا تطلع لتطوير نمطنا الزراعي او إنتاج مستلزماتنا الصناعية وأسلحتنا العسكرية فالإستيراد سهل وبالمواصفات والمزايا  التي يقررها لنا أعداؤنا… فاسدة او جيدة.

وبعد نتسائل لماذا يسعى العالم للتنسيق والتحالف مع دول كتركيا وإيران ويدير ظهره لنا دائما… أنه الفرق بين التعامل مع وطن مستقل وآخر لا يملك أمره.

ع بلاطه : ليس إصطفافا.

 

مقالات ذات صلة