تونس: تهديدات إسرائيلية لصديق الزواري خوفاً من “استكمال صنع الغواصة”

المطالبة بتفكيك شبكات الجاسوسية التي تمكن المتآمرين على الوطن من إغتيال العلماء

حرير – في الوقت الذي كشف فيه أن صديق الشهيد محمد الزواري تلقى “تهديدات خطيرة بالتصفية من قبل أطراف من الكيان الصهيوني، خوفا من استكمال مشروع صنع الغواصة الذي سبق وأن أنجز الزواري أطروحة حوله”، طالبت هيئة الدفاع عن محمد الزواري، العقل المدبّر وراء مشروع صناعة الطائرات من دون طيار للمقاومة الفلسطينية، بضرورة كشف الحقيقة وضم الملفين المتعلقين بالجوسسة والاغتيال ضمن ملف واحد،

وتأتي هذه المطالب على هامش إحياء الذكرى الثالثة لاغتيال الزواري على يد فرقة من “الموساد” الإسرائيلي، التي تختتم اليوم الأحد 15 ديسمبر/تشرين الثاني في مدينة صفاقس وسط تونس.

وأكد رضوان الزواري، شقيق محمد  أنّ هيئة الدفاع عن الشهيد محمد الزواري خلصت إلى أنّه “تمّ تقسيم الملف إلى جزأين؛ جزء يتعلق بالاغتيال، وآخر بالجوسسة، في حين أن الهيئة تسعى إلى أن يكون الملف واحدا، لأن هذا التقسيم لا يخدم القضية التي لم تشهد أي تطورات قضائية، وكأن الملف قبر أو تم نسيانه”.

فرغم تورط بعض الأطراف السياسية وشخصيات تونسية عديدة في منظومة الجاسوسية، فإنه لم يكن هناك أي إدانة أو تحقيق مع هذه الأطراف أو محاولات لجلب المتهمين الحقيقيين الضالعين في الاغتيال”.

وأضاف شقيق الزواري  أن “عائلة الشهيد لن تصمت وستواصل النضال إلى حين كشف الحقيقة كاملة لرد الاعتبار للشهيد”، مؤكدا أنه “من المنتظر أن يجمعهم لقاء مع رئيس الجمهورية قيس سعيد“، مشيرا إلى أن القضية تتعلق بالأمن القومي التونسي، مذكّرا بموقف سعيد خلال المناظرة التلفزيونة بأن التطبيع مع الكيان الصهيوني يعدّ “خيانة عظمى”.

وقال الزواري إنهم سيلجأون إلى رئيس الجمهورية من أجل طلب إعادة النظر في القضية مجددا، مبينا أنّ “التطبيع خيانة عظمى، ولا بد من حماية الوطن من الخونة”، مشددا على “ضرورة المزيد من الإحاطة بحيثيات القضية وملابساتها والتعجيل بكشف الحقيقة، خاصة وأن هذه القضية تمس أمن المواطن”.

وأضاف أن “عديد الجمعيات من كامل المحافظات التونسية سعت إلى تكريم الشهيد محمد الزواري خلال الذكرى الثالثة لاغتياله، محطمة الأرقام القياسية في نسبة المشاركة في الأنشطة التي أقيمت طيلة هذا الأسبوع مقارنة بالموسمين الماضيين للآحتفال بذكرى إستشهاد الزواري، وهي مبادرات من المجتمع المدني والمنظمات لتخليد ذكرى الشهيد”.

وأفاد بأنّ “قضية الزواري يجب أن تكون ذات أولوية؛ لأنها تتعلق بالأمن القومي، وهذا يتطلب كشف جميع أطوارها، والشبكات التي تورطت في الاغتيال وسهلت على الكيان الصهيوني مهمته”.

وبيّن رئيس لجنة الدفاع عن الزواري، عبد الرؤوف العيادي أنّ “هناك تخاذلاً في كشف الحقيقة في ملف الشهيد الزواري، إذ لم يتم اتهام الجهة التي قامت بالاغتيال صراحة، رغم أن جميع الأدلة تدل على تورط الكيان الصهيوني”، مبيناً أن “غياب الإرادة السياسية يؤثر على الإجراءات القضائية، إذ مرت سنة كاملة ومكتب التحقيق بالمحكمة الابتدائية في تونس المتعهد بالقضية مغلق، وهذا غير مبرر”.

وأفاد العيادي بأن “هيئة الدفاع طالبت بالتخلي عن الملف لفائدة قطب الإرهاب للتعهد بالقضية، ولكن لم تتم الاستجابة لهذا الطلب”، مشيرا إلى أن “الأسلم هو أن تكون القضية واحدة وغير مجزأة إلى ملفين؛ فالجاسوسية عمل مخابراتي مقترن بالاغتيال”، مؤكدا أن “هيئة الدفاع ستتوجه إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد، وستعرض عليه آخر تطورات الملف وتطالبه بكشف الحقيقة ومحاسبة المتورطين في الاغتيال”.

وذكّر المتحدث ذاته أيضًا بأن “سعيد عبّر صراحة عن أن التطبيع خيانة، وموقفه والمناخ السياسي تغير، ولا بد أن يأخذ الملف مجراه”، مؤكدا أن “صديق الزواري تلقى تهديدات خطيرة بالتصفية من قبل أطراف من الكيان الصهيوني، هددته بالاغتيال خوفا من استكمال مشروع صنع الغواصة الذي سبق وأن أنجز الشهيد أطروحته حولها، وهم يخشون أن تصبح في يد المتآمرين على الوطن ، وبالتالي توقف المشروع، ولا بد من مراجعة عديد الثغرات التي لا  تحمي علماء الوطن من الاغتيالات ولابد من تفكيك شبكات الجاسوسية” التي تسهل ذلك.

نقلا عن” العربي الجديد “

مقالات ذات صلة