ورش لتعليم السنع الإماراتية تجسيداً لرؤية القيادة الرشيدة في صون الموروث الثقافي

 

حرير – تماشيا مع اهتمام القيادة الرشيدة بترسيخ الموروث الاماراتي بين النشء، خصصت اللجنة المنظمة للمهرجان، فعاليات متخصصة في تعليم “السنع” للأطفال في قالب ترفيهي تعليمي، عبر ورش عمل في السوق الشعبي، قدمت فرصة متميزة للأطفال لتعليمهم “الاتيكيت” او فن وآداب الالتزام بعدد من السلوكيات المتبعة في المجتمع الاماراتي.

 

ويشمل “السنع” مختلف القواعد التي تنظم سلوك الأفراد خلال تعاملاتهم اليومية، ومنها الضيافة وآداب المجلس، بالإضافة إلى آداب الطعام والترابط والتكاتف وآداب التحية والسلام، ويتوارث أهل الإمارات من جيل إلى جيل مجموعة من العادات والتقاليد التي اعتاد أفراد المجتمع استخدامها في تعاملهم اليومي وعلاقاتهم الإنسانية، حتى ترسخت في المجتمع، وأصبحت مكوناً من مكونات الشخصية الإماراتية، هذه العادات والتقاليد تعرف باسم “السنع”.

 

وأوضحت ليلى القبيسي، منسقة البرامج التراثية في اللجنة، أن الورشة تقدم من خلال خبيرات بالتقاليد الاماراتية كل ما يعنى بالموروث الاماراتي، كآداب السلام و”المخاشمة” وآداب الحديث، التي تعرف بـ “الذرابة في الرمسة”، اضافة الى تعليمهم كيفية صنع القهوة واصول تقديمها لقيمتها الكبيرة في الموروث الاماراتي، ولغة الفنجان وما ترمز له كل حركة يقوم بها الضيف والتي تدل على رغبته بالمزيد او الاكتفاء.

 

كما تضمنت هذه الورش تعليم الاطفال بكيفية تجهيز العروس في السابق والادوات المستخدمة قديما في التزيين الى جانب الحنة وأشهر النقشات التي كانت تميز المرأه الاماراتية، اضافة الى تعليم البنات كيفية صنع خلطات التوابل ومزجها لتكون مميزة الرائحة، وتعليم الاطفال بشكل عامة طقوس المجالس الاجتماعي، التي يشتهر بها المواطنون من الكرم والاخلاق.

 

وأشارت إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، دعا إلى الاهتمام بالتراث والعمل على نقله من جيل إلى جيل، ومن أقواله في هذا المجال: “لابد من الحفاظ على تراثنا؛ لأنه الأصل والجذور، وعلينا أن نتمسك بأصولنا وجذورنا العميقة”، وأيضاً “بدون الأخلاق وبدون حسن السلوك وبدون العلم لا تستطيع الأمم أن تبني أجيالها والقيام بواجبها، وإنما حضارات الأمم بالعلم وحسن الخلق والشهامة ومعرفة الماضي والتطلع للحاضر والمستقبل”، وهذا ما حرصت اللجنة المنظمة على ترسيخه في فعاليات الاطفال بالمهرجان.

 

وقالت مهرة الحمادي، احدى زوار المهرجان، انها حرصت على الحاق ابنائها بأعمار 3 و5 اعوام في الورشة ايمانا منها بأهمية ان تشب الأجيال الجديدة وهي واعية بتراثها وتقاليدها، وترى ان زرع القيم الأصيلة في الاطفال لها تأثير كبير في تعزيز القيم المجتمعية والسلوكية بين أفراد المجتمع لتصبح جزءاً من الشخصية الإماراتية المعاصرة، إلى جانب تعزيز العلاقات الاجتماعية على مستوى الأسرة الصغيرة والكبيرة، حيث يؤدي ذلك إلى ترابط المجتمع وتمكنه من حماية موروثه الثقافي والاجتماعي في مواجهة أي تيارات تتضارب مع قيمه الأصيلة.

 

وابدى محد العواني، أحد زوار المهرجان، اعجابه بهذه الفعاليات الهادفة التي تزخر بها فعاليات المهرجان، كما اثنى على جهود القائمين على المهرجان، لتبنيهم هذه القيم ضمن الفعاليات الترفيهية، والتي تهدف إلى تشجيع صلة الرحم وترابط المجتمع، والحفاظ على التواصل بين الأجيال المختلفة.

 

وقالت أم عبدالله المزروعي، انها استمتعت خلال حضورها هذه الفعاليات مع اطفالها، واستعادت ذكرياتها وما كانت تخبره بها جدتها من العادات الاماراتية الاصيلة، وكيف كانوا يكرمون الضيوف، واهم التحضير للمناسبات المختلفة، التي تعكس كرم وحسن ضيافة المجتمع الاماراتي.

مقالات ذات صلة