بصبوص : هكذا فعلت حُزمة الأمان !!.هجرت جدار غير مكتمل وتركت الدرج الذي تم تصميمه مطمورا بمنزل الرازم

حرير _ عبر المهندس عادل بصبوص عن سعادة بزيارة منزل الطيار المقاتل سابقاً في سلاح الجو الملكي الأردني جبريل الرازم وزوجته الكاتبة والأديبة والرسامة المعروفة عائشة الخواجا الرازم في أحد أطراف حي عبدون الملاصق والمطل على حي القيسية حيث يلتحم غرب عمان بشرقها هواءً وأرضاً وقاطنين.

واضاف لم تكن الزيارة شخصية أو اجتماعية وإنما تضامناً وتعاطفاً مع أسرة السيدة الرازم التي وجدت نفسها في “محنة” لا تجد لها حلاً ألمت بها على حين غرة، خصمها وغريمها في ذلك أمانة عمان الكبرى، أمر قد يبدو للوهلة الأولى قضية شخصية عادية كآلاف القضايا التي تنشأ بين المواطنين وبين الجهة المكلفة بإدارة وتنظيم المدينة الأحب ليس إلى قلوب سكانها فقط وإنما الأردنيين جميعاً، إلا أن الموضوع في حقيقته مختلف تماماً.

وبين بصبوص انه بدأت القصة أوائل هذا القرن عندما شرعت المؤسسة العامة للإسكان والتطوير الحضري بتنفيذ مشروع لتطوير حي القيسية وأحياء فقيرة أخرى في عمان والزرقاء ضمن برنامج لمكافحة الفقر مولته وأشرفت عليه وزارة التخطيط والتعاون الدولي حمل اسم “حزمة الأمان الاجتماعي”، وقد تضمن المشروع إنشاء جدار استنادي مرتفع لتأمين مساحة كافية لموقف للسيارات في الموقع، وقد أدت الإهتزازات الناتجة عن الحفر في منطقة صخرية شديدة الصلابة، إلى إنهيار السور الخارجي لمنزل السيدة الرازم المطل على الموقع وإلى أضرار أخرى لحقت بالمنزل نفسه.

واوضح انه هرع على إثر ذلك كبار المسؤولين في وزارة الأشغال العامة والإسكان ومؤسسة الإسكان وأمانة عمان الكبرى وتم الإيعاز فوراً بالتوقف عن العمل، إلا أن احتجاجات أهالي حي القيسية ومطالبتهم بتنفيذ موقف السيارات، أرغمت المعنيين على استئناف العمل بعد التوصل إلى مقاربة يتم من خلالها إجراء إزاحة لمسار الجدار الاستنادي بما يؤدي إلى تنفيذ الحفريات اللازمة بشكل لا يؤثر على منزل عائلة الرازم، وأن تقوم مؤسسة الإسكان بإصلاح الأضرار وإعادة إنشاء السور الذي تهدم، ونظراً لأن عملية إزاحة الجدار الاستنادي قد أوجدت فضلة من الأرض بين الجدار الاستنادي وسور منزل الرازم لا يمكن الاستفادة منها بالبناء عليها نظراً لمحدودية مساحتها وطبيعة أبعادها.

واشار الى ان امانة عمان تعهدت بتطوير هذه الفضلة على حسابها وفتح شارع جانبي لها وتعبيده لتصبح ساحة أو حديقة يمكن من خلالها للفنانين أو الرسامين أو الشعراء أن يمارسوا فيها إبداعاتهم، وقد كلفت الأمانة أحد مقاوليها بتنفيذ أعمال التطوير والتي اشتملت أيضا على مراجيح ومقاعد ومناضد وكوخ لأطفال المنطقة لممارسة الرسم ومختلف أنواع الفنون، وقد تم افتتاح الحديقة بحفل فني يليق بالمكان وبطبيعته شارك فيه فنانون وعازفون وحضره كبار مسؤولي الأمانة الذين ظهروا في الصُوَر التي اطلَعْتُ عليها مبتهجين فرحين بهذا الإنجاز ولن أذكر أسماءً في هذا المقام تجنباً لإحراج أي كان.

وتابع : عملت أسرة الرازم ولسنوات طويلة على الاهتمام بهذه الحديقة وصيانتها وعلى الإحتفاء بمن يقصدها سواء من أبناء المنطقة أم من خارجها، لتفاجأ منذ أيام بإخطار من أمانة عمان بضرورة القيام بهدم وإزالة كل ما على قطعة الأرض من جدران وأشرعة ومساحات مبلطة وأشجار و… بدعوى أن هذه الأرض مملوكة للغير ويجب أن تقوم أسرة الرازم بإزالة الإعتداءات عليها خلال فترة حددها الإخطار..وإلا ….!

و استمر بقوله : لقد كادت السيدة الرازم تنفجر حنقاً وهي تؤكد أن من قام بالتطوير وتنفيذ “الاعتداء” على أرض الغير هي الأمانة نفسها، فلماذا نُطالَبُ نحن بإزالتها، لمذا اكتشفت الأمانة الآن ، لافتا الى انه وبعد كل هذه السنين أن الأرض مملوكة للغير وأن تطويرها هو بمثابة اعتداء، المكان عبارة عن فضلة من الأرض لا تصلح للبناء، وإزالة ما عليها سيحولها إلى مجمع للقمامة والنفايات، وسوف يخسر المجتمع المحلي حديقة وساحة صغيرة هي متنفس حقيقي له، لماذا يتجنب مسؤولو الأمانة ومنهم من شارك باتخاذ قرار التطوير واحتفل بالإنجاز مقابلتها أو حتى الرد على مكالماتها الهاتفية تتساءل السيدة الرازم بحرقة.

و اضاف بصبوص : نقول مدينة عمان بحاجة ماسة للمزيد المزيد من الحدائق والساحات وليس لإعدام القليل المتوافر منها، لا يهمنا الجانب الشخصي في هذا القضية خاصة وأن عائلة الرازم لا تسعى لتملك هذه الساحة اطلاقا وإنما فقط الإبقاء عليها لمنفعة المنطقة وأهلها، فهي عنصر جمالي ستؤدي إزالته إلى خلق مكرهة صحية وبيئية، والحل لهذه المعضلة بسيط “ومقدور عليه” حيث تستطيع الأمانة استملاك هذه الفضلة الصغيرة المساحة من الأرض فيما تستمر عائلة الرازم بإدارتها وصيانتها لصالح المنطقة وسكانها.
– المهندس : عادل بصبوص منسق برنامج تطوير البنية التحتية “حزمة الأمان الإجتماعي” / في وزارة التخطيط والتعاون الدولي .

وختم المهندس بصبوص حديثه : هكذا فعلت حزمة الأمان …هجرت الجدار غير مكتمل وتركت تأسيس الدرج الذي تم تصميمه للحي مطمورا بالطمم ولم تحقق الحزمة أهدافها ، بل خلقت مكرهة شامل في الحي ، مبينا انه لم يعالجها سوى متابعة عائشة الرازم التي عوضا الحي السفلي عن الدمار بعمل حنة صغيرة تأسست لهم والأطفال وعلى حسابها شارع الحلوى يستطيعون المرور لمدارسهم من خلال المسير فيه .

مقالات ذات صلة