
رسالة من آبي أحمد للسيسي حول سد النهضة في قمة سوتشي الروسية
حرير– ذكر مصدر دبلوماسي مصري الخميس أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تباحث مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد حول مسألة سد النهضة، على هامش القمة الروسية الأفريقية المنعقدة في سوتشي بروسيا.
وقال المصدر الدبلوماسي المصري إن اللقاء دام 45 دقيقة “في أجواء إيجابية”. وسلم آبي أحمد “رسالة” لعبد الفتاح السيسي بشأن سد النهضة من دون كشف مضمون المباحثات.
من جهته، قال السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد اتفقا خلال اجتماعهما الخميس “على الاستئناف الفوري لأعمال اللجنة البحثية الفنية المستقلة، على نحو أكثر انفتاحا وإيجابية، بهدف الوصول إلى تصور نهائي بشأن قواعد ملء وتشغيل السد”.
موسكو مستعدة للوساطة لحل الخلاف
من جهتها، أعلنت روسيا التي تنظم الأربعاء والخميس أول قمة كبرى حول أفريقيا لاستعادة نفوذها المفقود منذ إنهاء الاتحاد السوفياتي السابق، أنها مستعدة للوساطة لتسوية النزاع.
وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين بأنه “تم التطرق إلى مسألة السد واستخدام المياه خلال لقاء فلاديمير بوتين مع الرئيس المصري، ثم مع رئيس وزراء إثيوبيا”.
وأعلن أن بوتين قال للمسؤولين إن عليهما الاستفادة من وجودهما في سوتشي “لبحث مخاوفهما بشكل مباشر”، مقترحا حتى تقديم “المساعدة”.
وتقول أديس أبابا إن السد الذي تبلغ كلفته 4 مليارات دولار سيبدأ بتوليد الطاقة بحلول نهاية عام 2020، وسيبدأ تشغيله بالكامل بحلول عام 2022.
أما مصر فتشعر بالقلق من أن السد الضخم سيقلل من تدفق مياه النيل بشدة وينتهك “حقوقها التاريخية” بموجب المعاهدات التي تعود إلى عقود.
والمحادثات بين مصر وإثيوبيا والسودان تراوح مكانها منذ تسع سنوات.
وقد وصلت مطلع الشهر المفاوضات في الخرطوم إلى “طريق مسدود” بحسب القاهرة التي تسعى للحصول على وساطة دولية، وهو ما رفضته إثيوبيا معتبرة أنه “إنكار غير مبرر للتقدم” المحرز خلال المفاوضات.
ويذكر بأن مجموعة من الشركات التي تنتمي إلى العديد من الدول الأجنبية والعربية، ومنها إسرائيل والسعودية والإمارات وإيطاليا والصين وغيرها تشارك في بناء سد النهضة. وتتصدر قائمة الشركات العاملة، وذات الصلة بسد النهضة الإثيوبي، مجموعة “Salini Impregilo” إيطالية الجنسية، والتي يقع مقرها الرئيسي في مدينة ميلانو، وتؤدي دور المقاول الرئيس لتنفيذ أعمال الهندسة المدنية، وهي من الأبرز عالمياً في مجال البنية التحتية، وإنشاء المحطات الكهرومائية، وترتبط بعقود تُقدر بمليارات الدولارات مع حكومات الخليج، وفي مقدمتها السعودية والإمارات.
وهناك شركة “رافيل” الإسرائيلية المتخصصة في الصناعات الدفاعية، والتي تعاقدت معها الحكومة الإثيوبية لتزويدها بمنظومة الصواريخ الدفاعية Spyder-MR لتأمين السد، والمنطقة المحيطة به من أي هجمات جوية أو صاروخية. وبخلاف “رافيل”، فإن إثيوبيا تعاقدت مع شركات إسرائيلية في مجالات قواعد البيانات والاتصالات، بغرض تأسيس الشبكات الخاصة بالسد.
في غضون ذلك، تعاقدت الحكومة الإثيوبية مع عدد من الشركات متعددة الجنسيات، المتخصصة في مجالات مثل الاستشارات الهندسية ونقل وتوريد مواد البناء، والتي انتقلت غالبيتها من ليبيا جراء تدهور الأوضاع الأمنية هناك، وتضم بين ملاكها رجال أعمال مصريين. كما تشارك مجموعة “العامودي” المملوكة لرجل الأعمال السعودي من أصول إثيوبية، محمد حسين العمودي، والذي كانت تُقدر ثروته في عام 2015 بنحو 13.5 مليار دولار، وهو واحد من رجال الأعمال الذين ألقى ولي العهد، محمد بن سلمان، القبض عليهم لابتزازهم، من خلال احتجازهم لفترة في واقعة فندق “ريتز كارلتون” الشهيرة.
وأمدّ اثنين من مصانع الإسمنت المملوكة للعامودي في إثيوبيا، بينهما مصنع “ميدروك”، شركة ساليني الإيطالية، بكافة الكميات المستخدمة في عمليات بناء السد، بينما تم توقيع عقود مع شركات وسيطة مملوكة له لتقديم الخدمات اللوجستية للمشروع، في وقت أعلن عن تبرعه بنحو 80 مليون دولار لاستخدامها في تشييد السد عام 2015.