قراءة أولية في استقالة معن القطامين

بقلم الدكتور حسن البراري العجارمة

 

– بداية، ينبغي ألا نغفل أن دخول القطامين الوزارة كان استدراجا محكما، بعد أن شكلت الحلقات النارية التي كان يبثها على قناة اليوتيوب ازعاجا كبيرا لعلية القوم، فكان لا بد من التخلص من هذا الصوت بادخاله إلى الحكومة. عتبي عليه أن قبل بذلك ولم يستوعب حينها أن السلطة شيء والتنظير شيء آخر.

– بعد أن دخل الحكومة وتراجعت شعبيته بشكل لافت، لم يعد هناك حاجة له، وهكذا نفهم رئيس الحكومة عندما قال له أن الجمع بين الاستثمار والعمل لم يجد نفعا، وكأنه يقول لمعن القطامين بأنه لم ينجح في المهمة، وهذا فيه انتقاص كبير من قدرة القطامين الذي تمكن خلال سنتين من طرح نفسه بالشارع كمن يملك الحلول.

– كلام وزير الاعلام صخر دودين حول الخيارات الثلاث التي وضعها رئيس الحكومة تعني شيئا واحدا: لا يوجد من هو أهم وأقوى من الدولة، فالوزير الذي يريد أن يضع شروطا على الحكومة لن يكون له مكان. بمعنى المطلوب الامتثال وليس أكثر من ذلك. هذه هي الرسالة التي ربما لم يلتقطها القطامين إلا بعد أن دخل الفأس بالراس.

– أذكر أنني قلت على قناة رؤيا – قبل أن تمسح القناة الحلقة كاملة – إن كفاءة معن القطامين ليست كافية لأن النهج والية تشكيل الحكومات لا تسمحان بالابداع. واستقالة معن — أو للدقة اجباره على تقديم الاستقالة — يثبت صدقية ما ذهبت اليه في ذلك الوقت.

– لم نسمع بعد رواية معن القطامين، وربما لا حاجة لأن نسمعها، فما دام الحكومات تشكل بهذه الطريقة فلن يتمكن لا معن ولا أدم سميث ولا جون كينز من احداث الفرق.

مقالات ذات صلة