ساحة وغى بمستشفى جرش .. الدكتور حسان الجديد
حرير ـ خص الدكتور حسان الجديد إستشاري جراحة الأطفال صحيفة حرير الألكترونية بمفالته التي كتبها تمجيدا لمجموعة أطباء مسيشفى جرش الحكومي ، الذين قاموا بكل طاقتهم وخبرتهم وحسهم العالي بالمسؤولية بإنقاذ مريضين تعرضوا لإطلاق نار ، كما خصنا بالقصة كما حصل عليها من زملائه الأطباء .
فكتب الدكتور حسان :
الحمد لله ثم الحمد لله .
ما أعظمكم وأنتم تتسابقون إلى تأدية الواجب لتنقذوا هذه الأرواح المقدسة .
لم ينظر أي منكم إلى محفظته ولم يتصل بزملائه ليستفسر عن الحوافز قبل خوض معركتكم .
نظرتم إلى مرضاكم وتسابقتم لخدمتهم وإتصلتم بالزملاء ليعينوكم بتقديم الأفضل كعدد وفرق مدربة لا ينقص أي من كوادرها الحرفية اللازمة … ونجحتم وبنجاحكم ننجح جميعا بإعلاء صوت الحقيقة العظيمة ” أن ةوزارة الصحة الأردنية وكوادرها الطبية والتمريضية والفنية وكوادر إدارييها هي قمة هذا الهرم الطبي العظيم في هذا البلد الجميل “.
أنتم من يجب أن تقبل جباههم رجالا .. ونحني روؤسنا إحتراما لفتياتنا على إبداعكم المتواصل في كل بقاع الوطن .
أين أنتم يا أبناء الأردن في ساحات الإعلام … فقط أذكركم بعرق جباه إبنائكم وهم يتسابقون لتقديم الأفضل .
إن لم تستطيعوا قول شكرا لهم لقيامهم بما يعتبروه واجبهم المقدس ، فالتصمت الكلمات ، ولتضعوا الأقلام بعيدا عن أيديكم حتى تعودوا لرشدكم في معرفة مجموعة من مجاميع أبطال وطن كانت ساحة وغاها اليوم مستشفى جرش الحكومي
سلمتم جميعا وإلى الأمام
وفيمايلي القصة بحذافيرها :
من قلب مستشفى جرش الحكومي وبعد الانتهاء من جدول العمليات اليومي وبعد أن تم إنجاز ما تبقى من مرضى الأقسام ومتابعتهم.. وما أن جلسنا للإستراحة… وقد اقبلت الشمس على المغيب….
تدوي سماعات المستشفى بصوت يطلب من الجراحين والتخدير التوجه للطوارئ بالسرعة القصوى…!!
تراكضنا بين جموع الناس المتجمهرين على باب غرفة الإنعاش وما أن وصلنا الغرفة…..
#طفل بعمر ١٤ عام… عيار ناري في الخاصرة اليسرى… شاحب الوجه… لا استجابة حيوية منه… علامات حيوية غير مقروءة… لا ضغط…. ونبض على قرب من الانتهاء…ونزيف حاد محتشر في البطن…
بدأت عملية الإنعاش وإعطاء سوائل بكميات كبيرة لرفع الضغط… لا جدوى والحالة تتدهور… بدأ الأطباء من باقي الأقسام بالتجمهر وعرض المساعدة… قرار لحظي سريع وبصوت على الملأ… جهزو غرفة العملياااااااات..!!
وبدأنا بنقل المريض بالسرير… بسرعة مهولة واجتزنا الحشود التي بدأت قاعة الطوارئ تمتلئ بها… وصلنا المصعد ومن ثم إلى غرفة العمليات…
⚠️ ما سرد من أحداث بالأعلى مدته لا تتجاوز ٣ دقائق فقط… والكاميرات خير شاهد على ذلك…⚠️
ولكن عشناها ساعات من التوتر والقلق من فقدان روح تفصلنا دقائق عن انقاذها…!
تم تخدير المريض بسرعة قياسية وتم إحضار ما تواجد من وحدات دم وبدأت سيارات الإسعاف بالتوجه لإحضار كميات من الصفائح والدم… وبدأ تمريض العمليات بفتح العدد وبدأ أطباء التخدير بإعطاء الدم والسيطرة على ضغط المريض وزملائنا من الأقسام الأخرى من طبيب الباطني وغيرهم والذين ليس لهم علاقة بالحالة بسحب الدم وزمردته وإحضار الدم من بنك الدم…..
كانت خلية من النحل تعاون بها أطباء جميع الاختصاصات وممرضين وفنين واداريين وحتى عمال النظافة في المستشفى…
⚠️ كل ما جهز بالأعلى أيضا لم يتجاوز دقائق معدودة…⚠️
الكل يعمل بالتزامن وعلى حدا…
بدأنا الان بفتح البطن…. وبدأ شلال #الدماء بالظهور أمام أعيننا … عيار ناري اخترق الامعاء وثقبها واخترق الأوعية الدموية وأحدث تهتك كبير في أحشاء البطن… تمت السيطرة على النزيف والدماء تتراشق على الجميع حتى تغيرت ملابسنا من الأزرق والاخضر وصبغت بلون أحمر.. الآن استقرت العلامات الحيوية وبدأ النبض والضغط بالرجوع للوضع الطبيعي وتعدينا مرحلة الخطر!!
بدأنا بعملية إصلاح الامعاء وقص الجزء المتضرر… واذا بصوت السماعات يطلب جراح فورا للطوارئ…!!!!
شاب مصاب بعيار ناري في الصدر… نظر الأخصائي المقابل لي بنظرة فهمت منها ما يريد… دعامسة بركن عليك تضلك مسيطر على الوضع انا نازل على الطوارئ… خلال هذا الوقت قمنا بالإتصال بزملاء جراحيين ليسو على رأس عملهم من أربد وعمان… وبدأت النخوة والفزعة وتواجدو خلال نصف ساعة…!!
عاد الاخصائي بعد عشر دقايق وكان قد انقذ المصاب بصدره بوضع أنبوبة صدرية لاستخراج الدم من الرئة… وعدنا لاكمال ما تبقى من العملية… ووصل جراحونا الاشاوس… وخرجنا بعد ست ساعات من العمل… بروح تم انقاذها بسواعد أبت الا أن تضرب أجمل أمثلة الفخر والإنسانية جمعت كل فروع الطب وفروع الوطن..!
هذه هي #كوادر_وزارة_الصحة_الأردنية التي نفخر بها.. وهؤلاء من يجب أن يسلط عليهم الضوء…وان تتم المحافظة عليهم وعلى هذه الكفاءات بشتى الطرق….!!
وبالآخر ما بنقول إلا :
والله يا أردن فيكي رجال بينشد فيهم الظهر… وأسالي اعمدة بنتك #جرش وآثارها وراح تحكيلك والدمع بعينها ….
👈 أنه اللي صار مبارح كان أجمل مهرجان
