قرطاجة الفلسطينية

يوسف غيشان

حرير- لا أعرف لماذا نعجب ويعجب العالم من قسوة عمليات التدمير والقتل التي قام بها الكيان الصهيوني في غزة…..من يقرأ توراتهم وأدبياتهم، يدرك ان هذا القتل مشرعن تماما في كتبهم الأرضية ..هكذا فعل يشوع بن نون عندما دخل الأرض المقدسة ، حيث سجن الملوك الخمسة في مغارة سدها تماما عليهم بالصخور العظيمة ، ثم اعمل السيف وقتل الجميع دون استثناء طفل او شيخ..عدا المومس التي دلته على مداخل المدينة.

القتل هاجس عند اليهود، لا بل انه واجب ديني ، ليس مشروعا فحسب ، بل هو بمثابة السنّة لديهم. ومواجهته لا تكون بالنواح ، واتهامهم بالوحشية ، فهم لا يفهمون هذه اللغة ايضا، بل يتمتعون عندما يسمعون صرخاتنا ويشهدون الامنا.

ما يجب ان نتعلمه من اليهود انهم استطاعوا التعايش بين بعضهم، رغم تناقضاتهم وعدم كونهم شعبا واحدا في الأصل. رغم ذلك فقد اسس العلمانيون دولتهم المغتصبة المغتصبة وما زالوا يقودونها ، بينما وجد المتدينون لهم مكانة قوية وصاروا يفرضون شروطهم على العلمانيين ، بينما نحن منشغلون في تكفير بعضنا بعضا .

في مجلس الشيوخ او غيره من المجالس كان الشريف الروماني كاتور، وأيا كان موضوع النقاش ، حتى لو كان عن تربية القنافذ، او بيع العبيد في شمالي اسبانيا ،كان كاتور ينهى كلامه بعبارة:

وبناء عليه لا بد من تدمير قرطاجة.

وذلك انتقاما من هانيبعل الفينيقي الذي غزا روما في عقر دارها وأذلها.

كانت قرطاجة هاجسا بالنسبة لكاتور ، كما هي غزة هاجس لنتياهو وأمثاله وستبقى.

مقالات ذات صلة